اليمن الشمالي العالة على الجنوب
صالح أبو عوذل
عقب ثماني سنوات من الحرب، تأكد لنا ان اليمنيين سيظلون "عالة على الجنوب وموارد الجنوب"، وقد تعلمنا الدرس جيداً، ذات يوم كتب أحد قيادات الحراك الجنوبي، احتجاجا على اعمال القتل الوحشية بحق الأطفال والنساء؛ "من يستطيع يـ.ــقتـ.ـل طفل يمني شمالي؟"، كان الغضب حينها قد بلغ ذروته في عدن وأبين ولحج وحضرموت بحق المدنيين، اضف إليها مجازر المعجلة و7 أكتوبر وسناح وغيرها من المجازر التي ارتكبها النظام اليمني بحق مدنيي الجنوب.
كانت اعمال القتل الوحشية الخيار الذي اتخذه النظام اليمني المحتل، لقمع الاحتجاجات الشعبية الجنوبية.
ثمة حقائق كثيرة وكثيرة جداً وجدناها واقعا معاشاً لن يستطيع احد ان ينكرها او يتجاهلها، على الاطلاق، لكن الحقيقة المرة هي ان الحرب العدوانية اليمنية المتكررة، كشفت لنا من هم الذين يتمترسون مع الغازي المعتدي، وأصبحوا أدوات رخيصة عارية.
لكن هناك حقيقة واحدة لا ينكرها أي انسان، أوجزها في التالي:
1- ان اليمنيين الشماليين ظلوا عالة على الجنوب منذ عهد الامامة، حين رفضت المملكة المتوكلية الهاشمية في صنعاء، اشراك اليمنيين من تهامة والجند في السلطة والقرار بل ومارست بحقهم تمييزا عنصريا خطيراً، دفعهم الى الفرار صوب الجنوب، واتخذوا من عدن ولحج وأبين وحضرموت وغيرها من مناطق الجنوب "ملاذات أمنة".
2- اليمنيون العالة على الجنوب بعد الاستقلال، مارسوا القتل والتنكيل باسم السلطة في الجنوب، نهب الأملاك العامة والخاصة بشتى الأنواع، وحين تم توقيع مشروع الوحدة اليمنية، وقفوا مع صنعاء في مواجهة الجنوب، وتنكروا لعدن التي أنقذتهم من الموت الجهوي اليمني المسلط عليهم، وظلوا أدوات رخيصة لصنعاء لفرض هيمنتها العسكرية على الجنوب، أي ان اليمن الشمالي العالة توحد كله لأجل ان تبقى صنعاء هي المهيمنة على كل شيء من منابع نفط وثروات وظل أبناء اليمن السافل، أدوات تنفذ ما تريده الهضبة الزيدية.
3- وظفت الهضبة الزيدية اليمنيين في اليمن السافل، كحراس عن آبار النفط، وظلت تخيفهم بان الجنوب لو ذهب نحو الاستقلال ستموتوا من الجوع، مع انهم اليمن الشمالي لم يعد يصرف لهم مرتبات وما يحصلوا عليه هي من موارد الجنوب الى اليوم، فكيف بربك تخيف شعب بالمجاعة وهو لا يزال عالة على الجنوب.
4- في الحرب التي شنها الحوثيون وحليفهم علي عبدالله صالح، كشفت لنا ان كل اليمنيين الشماليين الذين عاشوا في الجنوب ولديهم مصالح تجارية في عدن، تحولوا اثناء الحرب الى مقاتلين في صفوف الحوثيين، ولعل الكثير يستحضر مالك "كافتيريا جوار مستشفى الجمهورية بخور مكسر، كيف تحول الى قائد فرقة مقاتلة".
5- - تحرر الجنوب في غضون أربعة أشهر من الحرب العدوانية اليمنية، ومع ذلك لا يزال الجنوب مفتوحاً يستقبل النازحين والفارين من بطش السلطة الحوثية القمعية، ولكن دور الأدوات لا يزال كما هو "فارون من بطش الحوثي في صنعاء، أدوات له يخدمونه في عدن".
6- عقب ثماني سنوات، قدم المجلس الانتقالي الجنوبي تنازلات كبيرة لليمنيين الشماليين على أمل ان تتحرر بلادهم من الحوثي، منحت تلك التنازلات "تعز" السلطات الثلاث من مجلس القيادة الى الحكومة الى البرلمان الى الحكومة والبنك المركزي"، وبدلا من ان تذهب هذه القيادة لفتح الحصار عن مدينة تعز، قامت جلبت تعز إلى عدن، ولو ذهبت الى مجلس إدارة صندوق صيانة الطرق و الجسور، لتبين لك ان هذا المرفق الحكومي أصبح حصرا على أبناء قرية جبل صبر التي ينتمي إليها معين عبدالملك فقط، ويمنع توظيف أي حد من خارج قرية جبل صبر.
7- عقب ثماني سنوات حرب اكتشفنا وقاحة اليمن الشمالي الذي ترك دياره للحوثي، وذهب صوب الجنوب للحديث عن الوحدة اليمنية ومحاربة الانفصال، وفي نهاية المطاف قوته وقوت أولاده من هذا الجنوب الذي يصرخ يوميا وينادي على الحوثي ان يحتل الجنوب باسم الوحدة اليمنية.
8- عقب ثماني سنوات اكتشفنا ان المسؤول اليمني الشمالي في قصر معاشيق، استطاع ان يشتري بضعة رخاص جنوبيين، مقابل فتات من الأموال المنهوبة من موارد ميناء عدن، وان تلك الأدوات الرخيصة فشلت في تجميل الوجه القبيح لهذا المسؤول اليمني الذي لا يزال منزله في قبضة الاذرع الإيرانية.
9- عقب ثماني سنوات اكتشفنا ان الأدوات الرخيصة للاحتلال أصبحت لديها سيارات فارهة وحسابات بنكية وشقق مفروشة، وتتحرك بكل حرية وأمان لأن المسؤول اليمني قد جعلها محصنة من ملاحقة الإرهابيين.
10- عقب ثماني سنوات اكتشفنا ان الأدوات الرخيصة أصبحت تسافر كل شهر إلى الرياض والقاهرة واسطنبول للراحة وشفط الدهون، والناس في الجنوب تعاني شظف العيش، وما تقوم به هذه الأدوات القبيحة انها تتحدث عن معاناة الشعب ولكن بمحاولة منح المسؤول اليمني المشغلة "براءة من نهب المال العام والموارد".
11- عقب ثماني سنوات لم نر أي جدية لقتال الحوثيـ.ــين بل على العكس، شاهدنا نظير وشعارات حروب في تويتر وفيس بوك والقنوات السعودية كالعربية والحدث، لكن على الواقع عاملين متابعة لحسابات قيادات الحوثيين على تويتر ويتبادلون النكات السمجة.
12- عقب ثماني سنوات اكتشفنا ان المشكلة ليست في الحوثيين وحدهم بل في الجنوب، الذي لا يزال وطنا بديلاً، لمن أصبحوا عالة على هذا الوطن المجروح بالحروب اليمنية المتكررة والمتواصلة.