طفح الكيل في عدن
صالح أبو عوذل
تابعت ما نشرته بعض وسائل الإعلام الممولة (حكومياً) عن الاحتجاجات الشعبية في العاصمة عدن، والتي جاءت عقب سنوات من الحصار المفروض على الجنوب، بدعوا منع حدوث الاستقلال، كما قال وزير خارجية حكومة بن دغر السابق عبدالملك المخلافي.
لكن السخيف في الأمر، هو ما نشرته وسائل إعلام ممولة من حكومة بن دغر، من خلال تجيير تظاهرات عدن بأنها تندرج في سياق انتفاضة عدن ، ضد ما اسموه بالسيطرة على عدن من قبل قوى جنوبية قدمت من المحافظات الأخرى... أمر مخجل.
تابعت تسجيلات مرئية للمحتجين في عدن يقول أغلبهم وهم مواطنون عاديون نحن لا علاقة لنا بالسياسة والصراع السياسي، فليذهب الساسة إلى الجحيم ؛ لكن وسائل إعلام وصحافيين يتلقون اموالا من حكومة بن دغر جيروا التظاهرات على أنها تظاهرات عدنية تطالب بإزاحة القوى الجنوبية الأخرى، والمطالبة بانفصال عدن، كما أعلن عنه صراحة المقرب من الحكومة خالد عبدالواحد نعمان.
لا احد مسؤول عن الوضع في عدن غير حكومة بن دغر ، حين انتفض الشعب المرة الأولى حركت الحكومة قوات الشرجبي الجديد ، لقمعه، وحين هبت قوات الجنوب للدفاع عن الشعب، خرج عسعس النظام البائد ، للقول أنتم تحاربون انفسكم.
هربت الحكومة ذليلة صوب الرياض، وتحجج العسعس ذاتهم انتم تحاربون الحكومة ، وحين عادت الحكومة هلل العسعس بأول مشروع لم ير النور حتى اللحظة وهو مشروع عدن نت ، مع انه مشروع استثماري لا علاقة له بالأموال المنهوبة من موارد عدن.
اين مشروع الجسر البحري، اين عشرات المشاريع التي اعلنت عنها الحكومة، أختفت لأن هناك مخطط للحكومة تسعى من خلاله لتركيع الشعب.
انهار كل شيء في عدن، وتدهورت الحياة المعيشية للناس، خرجوا لنا بمزاعم السجون السرية، اطلق سراح المعتقلين واخليت السجون، وعادت الاغتيالات من جديد إلى عدن.
طالبوا الناس بالأمن، فخرج العسعس ذاتهم للقول انتم تستهدفون النازحين من الشمال ، وتم استهداف مواطنيين تهاميين في جولة القاهرة، ووظفوا الموضوع بأنه جاء نتيجة التحريض على النازحين، ولأننا في بلد تحكمه عصابة، وإلا كان تم التحقيق في تلك الجريمة التي اعتقد ان من وظف هذا الفعل الاجرامي هو من دبرها.
كل فعل اجرامي يحدث في عدن، اذهب وفتش عن المستفيد من ذلك.. سيقول لك الإعلام الممول من هو .
بحت الاصوات منذ العام 2011م، والجميع يطالب بوقف مسلسل الإرهاب الذي يستهدف الجنوبيين دون سواهم القتلى في عدن هم جنوبيون، أيا كان انتمائهم السياسي او الحزبي او الدين .
اغتال إرهاب صنعاء خيرة رجال الجنوب، من اللواء سالم قطن إلى اصغر جندي.
حين كانت عدن تغرق في الفوضى وفي الفساد، حين كان تاجر النفط أحمد العيسي يبيع المشتقات بسعر السوق السوداء، خرج علينا النظام بخبر تقديم ملياري ريال لدعم محافظة الجوف في اقصى الشمال اليمني والتي يسيطر الحوثيون على اجزاء واسعة منها.
طفح الكيل بالناس في عدن، ولكن هناك اطراف كثيرة وبعضها في الحكومة ذاتها تريد تجيير هذه الاحتجاجات لمصلحتها، واستخدامها ضد من يهدد مصالحها.
أصبح الصراع في قصر معاشيق على اشدة، هناك من لا يغمض له طرف عين، ويبات الليل يخطط في كيف الحصول على أكبر صفقة مالية، خصم رواتب السطو على رواتب، تشكيل كتائب عسكرية بأسماء وهمية.
سباق على شراء العملة الاجنبية من السوق بصورة جنونية، وتحويلها إلى الخارج.
ما يحدث في عدن هو جرم مفتعل تقف خلفه حكومة هادي، ولا احد يقف خلف ذلك، وجزء من ذلك يندرج في اطار الصراع بين معسكر بن دغر ومعسكر الميسري.
حين سالوا مديرة شركة النفط حول سبب رفع سعر بيع المشتقات النفطية، بررت ان الحكومة رفضت تسديد دين لتاجر النفط احمد صالح العيسي، الذي باع النفط بسعر الضعف ليتم تسديد ما على الحكومة من ديون، ومن ظهر الشعب.
دعوا الشعب يعبر عن قضيته وعن مطالبه، دعوه يعبر عن رفضه في ان يحكمه تلاميذ عفاش