للأشقاء في اليمن لا ترموا بيوت الآخرين بالحجارة و بيوتكم من زجاج
د. حسين لقور
عاش الجنوب العربي مثل دول كثيرة فترات كانت صعبة بل حتى قاسية خلال حكم الإشتراكي.
بعد عدوان و غزو الجنوب في ٩٤م و فقدان الارض و الدولة الجنوبية جرت عديد المحاولات لمعالجة جروح الماضي بروح التصالح و التسامح خصوصا مع بدء مرحلة النضال السلمي لمواجهة الاحتلال اليمني الغاشم و التي تحولت إلى مقاومة جنوبية مسلحة في وجه الغزو الثاني الحوثوعفاشي في ٢٠١٥م، و قادت هذه المقاومة إلى تبلور مشروع بناء دولة مؤسسات جنوبية سعينا و نسعى اليها حتى تحول دون عودة مآسي الماضي و حتى لا تتحمل الأجيال القادمة تبعات و وزر تلك الفترات المظلمة من تاريخ الاشتراكي.
في الوقت ذاته الكل يعرف أيضا أن تاريخ اليمن يقطر دماءا منذ غزو يحيى الرسي في أواخر القرن الثالث الهجري، وأن حروبه على اليمنيين و ممارسات العنصرية الفظة قد وصمت تلك الارض قرونا من الزمن كاملة، بالمجازر و القسوة ضد المخالفين و التي اعتمدها من جاء بعده من الائمة قربانا لإستحقاق حق تولي الإمامة، حتى مطلع القرن الماضي و ظهور كثير من الدول الوطنية ظلت الإمامة الزيدية ترتكب المجازر ضد ابناء اليمن الأسفل و قبائل تهامة.
و حتى بعد ١٩٦٢م اهلكت حروب الجمهوريين و الملكيين اكثر من ربع مليون خلال ثمان سنوات ثم تلتها حروب المناطق الوسطى و حروب صعدة.
أعرف أن البحث في الملفات الشائكة يثير الطبقة السياسية اليمنية حوثيها و اخونجيتها و عفافشتها لانهم يخافون الحقيقة.
لكن لا بدَّ من فتح سجلاتهم السوداء بعيداً عن رائحة الثأر وتوظيف الأوجاع لكي يبتعدوا عن محاولات إسقاط تاريخهم المظلم على الآخرين و خصوصا على الجنوبيين..
د. حسين لقور #بن_عيدان