بيان المجلس الانتقالي.. الجنوب يثور على الحرب الشاملة
تمضي الأوضاع في الجنوب، بوتيرة متسارعة في ظل استهداف متعدد الأوجه يتعرض له الوطن وقضية شعبه العادلة، فيما تعمل القيادة السياسية على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة التحديات.
ففي خضم استهداف الجنوب عبر اعتداءات أمنية عسكرية بجانب استهداف معيشي يقوم على تردي الخدمات، حدّد المجلس الانتقالي بوصلة المواجهة في خضم التهديد الوجودي الذي تتعرض له قضية شعب الجنوب.
هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة عدن، عقدت اجتماعا مهما ترأسه اللواء أحمد سعيد بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي، رئيس الجمعية الوطنية في عاصمة الجنوب عدن.
الاجتماع تناول الوضع العام في الجنوب بمختلف المجالات والأصعدة، وفي مقدمتها الوضع المعيشي والخدمات الأساسية المتردية التي أنهكت المواطن الجنوبي في المحافظات كافة.
وتزيد هذه التحديات ترديا في ظل خطة مُمنهجة تعتمدها القوى المعادية لمحاولة تركيع شعب الجنوب وإضعاف قيادته وحاضنتها الشعبية والسياسية، والنيل من عزيمة القوات المسلحة والأمن الجنوبي ليسهل عليها تمرير مخططاتها التآمرية للنيل من مكتسبات الجنوب الوطنية وتضحيات أبنائه.
وقفت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي وقفت أمام تطورات الأحداث المتسارعة وتداعياتها الكارثية الخطيرة التي تستهدف الجنوب أرضا وإنسانا.
الهيئة اتهمت حكومة ومنظومة الفساد ورئيسها بأنها استنفدت إفراغ خزينة الدولة المالية وإيصال الوضع إلى حافة الإفلاس لمزيد من الإفقار والإجهاز على حياة الناس بالتزامن مع التداعيات العسكرية والحشود على حدود الجنوب من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية والتعاون الواضح مع منظومة الإرهاب بمسمياتها المختلفة القاعدة وداعش والهجوم المستمر على القوات الجنوبية، والتي كان آخرها الهجوم الإرهابي على قوات دفاع شبوة.
كل هذه التطورات الخطيرة المتزامنة، اقتصاديا، وخدميا، وعسكريا، جاءت بعد النجاحات التي تحققت لشعب الجنوب في الحوار الوطني الجنوبي والتوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي والإنجاز السياسي الكبير بانعقاد الدورة السادسة للجمعية الوطنية في مدينة المكلا، والزيارة التاريخية للرئيس عيدروس الزُبيدي وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لمحافظة حضرموت.
فقد كان أبناء حضرموت كعادتهم سبّاقين في تلبية نداء الواجب، وعكسوا بزخمهم الجنوبي السياسي العظيم ما لفت أنظار العالم وشكّل دفعة كبيرة لمسار قضية شعب الجنوب مع تزامن الحراك السياسي الخارجي والاستحقاق السياسي لقضية الجنوب.
وانطلاقا من المسؤولية التاريخية التي تقع على عاتق قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، تدارست هيئة الرئاسة هذه الأوضاع الكارثية التي لاتحتمل ولاتجدي معها البيانات والخطابات والمناشدات.
الهيئة قالت إن صبر شعب الجنوب قد جاوز مداه، وأصبح الوضع لا يطاق، وأضافت: "نعلم أن هذا الصمت هو صمت الشجعان، وليس العكس، وهذا الصبر بوعي وحكمة وإدراك لكي لا يحقق أعداء الجنوب مبتغاهم لجعل الجنوب ساحة فوضى واضطرابات واحتراب لتجد التنظيمات الإرهابية طريقها إلى جعل عدن والجنوب بؤرة إرهاب وهذا ما لن نسمح به مطلقا، وقطعنا عهد الرجال للرجال لشعبنا إننا السباقون للتصدي وكبح كل هذه المؤامرات القذرة".
بيان المجلس الانتقالي أكّد أن الأوضاع الحالية أنتجتها حكومة لا تشعر ورئيسها بأدنى شعور بالمسؤولية، وقال إنه سبق أن تم توصيف وشرح ذلك مرات كثيرة.
وأضافت هيئة الرئاسة، حيّت قرار محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس، الذي قضى باستخدام إيرادات العاصمة عدن لتغطية متطلبات خدمات العاصمة التي تعيش وضعا كارثيا مأساويا بدون كهرباء في صيف مميت، وغلاء الأسعار وتردي الخدمات.
وفي نفس الوقت، دعت الهيئة محافظي المحافظات إلى اتخاذ قرارات مماثلة في محافظات الجنوب.
وفي الجانب العسكري والأمني تُحيي هيئة الرئاسة المواقف البطولية لأبطال القوات المسلحة والأمن الجنوبية، بمختلف تشكيلاتها وتحثهم على مزيد من اليقظة والتأهب والاستعداد التام لمواجهة التطورات المحتملة التي يحيكها أعداء الجنوب.
وأمام ما تتطلبه الأوضاع الطارئة قررت هيئة الرئاسة، أن تظل في حالة انعقاد دائم وتوجه كل هيئات ومؤسسات المجلس الانتقالي بأن تظل في انعقاد دائم حتى إشعار آخر.
موقف المجلس الانتقالي الجنوبي هو انعكاس للحالة الثورية التي يعيشها الجنوب في الوقت الحالي، والتي تتضمن التأكيد على أن الجنوب لن يقبل السماح بالتعرض للاستفزازات من قِبل قوى صنعاء الإرهابية.
الجنوب يثبت بهكذا القرار أنه يملك في جعبته الكثير من القرارات التي يُمكن اتخاذها في إطار الضغط المكثف على القوى اليمنية، وأنه لن يسمح بالتجاوز في حقوق شعبه.
كما أنّ الجنوب من خلال هذا الطرح، يؤكد أنّه متيقظ لكل المحاولات المستفزة المنخرطة في الحرب المعادية لحق الجنوبيين في أن يهنأ باستقراره الشامل وحقه في استعادة دولته.