*حضرموت.. رئة الجنوب التي يتنفس بها وطنياً وتاريخياً*
صالح شائف
أثبتت التجربة بأن العمل الوطني والسياسي المنظم والواعي؛ هو القادر على تجاوز العقبات والتحديات ومواجهة خطط ودسائس الأعداء ومكرهم مهما حمل من عناوين جذابة وخادعة؛ وهو ما تفعله اليوم حضرموت من خلال حشد قواها لفضح وتعرية كل تلك الأصوات النشاز التي تسيء لمكانة ودور حضرموت التاريخي في محيطها الجنوبي؛ بل هي قلبه النابض ورافعته التاريخية وعنوان دولته الجنوبية الفيدرالية القادمة.
فحضرموت اليوم تتصدر المشهد السياسي الجنوبي وببعده الوطني الأعمق والأشمل؛ الذي يتجاوز لحظة الراهن المعاش وبكل تعقيداته وتشابكاته إلى ما هو أبعد من كل ذلك بكثير؛ الا وهو مصير ومستقبل الجنوب الذي يتعرض اليوم لمؤامرات خبيثة وتدخلات فجة في شؤونه الداخلية؛ وجميعها تعكس رغبة قوى وأطراف كثيرة لأن تكون لها اليد الطولى في تحديد مستقبل شعبنا وتفصيله على مقاس مصالحها الخاصة؛ أو وفقاً لأهدافها التوسعية حتى وإن غلف ذلك بشعارات ( الدعم والمساعدة ) أو حتى بأسم الأخوة والجيرة تارة من قبل بعضها؛ وبأسم ( التحالف ) ( المشرعن ) دولياً تارة أخرى من قبل البعض الآخر.
ونحن هنا وكما سبق وأن دعونا مرات ومرات إلى مراجعة وتقييم العلاقة سلباً وإيجاباً مع الأشقاء في التحالف العربي؛ وعلى قاعدة الوضوح والمصارحة وبمواقف وطنية مخلصة وغير هيابة لما قد ينتج عن ذلك من ردود أفعال عند من لا يرغب بسماع صوت الجنوب الوطني؛ أو لا يضع وزناً لتطلعاته وحقوقه المشروعه ويقفز على حقائق التاريخ ومعطياته؛ فشعبنا قد عانى كثيراً خلال تسع سنوات وذاق فيها مالم يذقه في كل تاريخه؛ وصبر فوق ما لا يحتمله بشر في سبيل الإنتصار لمشروعه الوطني الذي لن يتراجع عنه وهو الذي دفع ثمن ذلك غالياً؛ ومازال يدفعه بسخاء وبشكل مستمر حتى اليوم.
إن الرهان على تعديل مواقف بعض أطراف التحالف العربي هو رهان غير ذي جدوى في تقديرنا ومضيعة للوقت؛ مالم تصلهم رسالة قوية وواضحة من شعبنا الجنوبي العظيم الذي يرفض الإذلال أو الإرتهان لإرادة ومشاريع غيره التي تنتقص من حقه وكرامته؛ وعلى المترددون أن يأخذوا المثال من تعامل المملكة العربية السعودية مع صنعاء ( الإنقلابية ) وكيف بدأت ( عاصفة الحزم ) وأين أنتهت وبصورة مذلة للملكة؛ ولم نكن نتمنى لها ذلك بكل تأكيد؛ ومازال عند شعبنا الكثير من الأمل من تصحيح موقفها الحالي وبما يخدم مصالح شعبينا مستقبلاً والتي يحرص عليها شعبنا كثيراً وعلى قاعدة الإحترام وحسن الجوار وضمانا للأمن والإستقرار في المنطقة عموماً؛ ولن يكون شعبنا إلا وفياً وصادقاً ومسؤولاً في كل تعامله وعلاقاته المستقبلية مع أشقائنا في السعودية؛ وأمله بأن يكون ذلك بمثابة القاعدة التي تحكم العلاقة بين شعبينا الشقيقين مستقبلاً؛ لأن ما يجمع بينهما هو أكثر بكثير مما قد يفرق ويعكر صفو ونقاء العلاقات الأخوية؛ وينطبق ذلك على بقية الأشقاء في دول الخليج العربي ومع غيرها.