29 عاما على حرب 7 / 7.. جنوب اليوم ليس كجنوب الأمس
نحو ثلاثة عقود كاملة مرّت على الحرب الغاشمة التي شنّها الاحتلال اليمني ضد الجنوب، وتحديدا في يوليو 1994، وهي الحرب التي أسقطت أي مشروعية يدعيها اليمنيون بخصوص الوحدة المشؤومة، وأظهرت أن تلك القوى المعادية تكرس إرهابها في العدوان على الجنوب.
حرب يوليو 1994، شهدت تجبرا من قِبل قوى صنعاء الإرهابية، واستغلت آلة القوة الباطشة في العدوان على الجنوب، وتصفية مواطنيهم وإجبارهم على النزوح، وطردهم من وظائهم وتشريدهم من مناطقهم.
الإرهاب اليمني المعادي للجنوب كان مصحوبا بفتاوى تحريضية سيظل التاريخ شاهدا عليها، أطلقها مرتزقة تنظيم الإخوان، الذين أباحوا ارتكاب أبشع صنوف الجرائم ضد الجنوبيين، بعدما ارتدوا عباءات الدين المزيفة.
حالة التجبر والاستعلاء التي شعر بها الاحتلال اليمني وهو يشن حربه الشعواء، قوّضها الجنوب وإن كان العدو لا يزال محتفظا بكم مهول ضد العداء والكراهية والطائفية ضد الجنوب وشعبه، فإنّ الواقع الحالي تغير كثيرا عما سبق.
الجنوب حاليا يقف على أرضية صلبة، تُمكنه من حسم الكثير من الأمور، لا سيما على الصعيد العسكري، إذ حققت القوات المسلحة الجنوبية قائمة طويلة من المكاسب والانتصارات لا سيما في السنوات الأخيرة، في ظل العناية التي أولاها المجلس الانتقالي لتحديث وتطوير القوات المسلحة.
وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى الدور الذي لعبته دولة الإمارات العربية المتحدة من دعم الجنوب عسكريا بما مكّنه من حسم الكثير من المعارك في مواجهة قوى الشر والإرهاب.
عقيدة المقاتل الجنوبي هي الأخرى طرأ عليها تغيير كبير، إذ بات يملك هذا المقاتل قدرات كبيرة في عقيدته العسكرية، بما يمكنه من إزاحة أي فوارق أمام خصومه من قوى الشر والإرهاب، وهو الأمر الذي تجلى في عديد المعارك التي حسمها الجنوب رغم شح الإمكانيات في مواجهة العتاد العسكري الكبير لدى خصومه.
هذا الواقع العسكري غيّر الوضع الميداني والخارطة العسكرية لما كان سائدا، إذ أصبح الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي، مسيطرا على الكم الأكبر من أراضيه، وذلك على الصعيد الأمني، في حين يواصل خصوم الجنوب استهدافه بحرب خدمات قاسية.
الواقع العسكري الذي تغير في الجنوب، جعله عصيا على الاستهداف من قِبل الاحتلال اليمني، الذي شكَّل تكالبا بين عديد التنظيمات الإرهابية، إلا أنّ مؤامراته باءت جميعها بالفشل الذريع في النيل من الجنوب.
ويمثل هذا الواقع، الحصانة التي يعوّل عليها الشعب لتجاوز التحديات الأمنية والتي تعمل قوى صنعاء على إغراق الجنوب بها، بما يمكِّن الجنوب من المحافظة على المكتسبات العديدة التي حققها على مدار الفترات الماضية والتي عزّزت من حضور الجنوب بشكل هائل ضمن مسار استعادة الدولة.