جنوح الجنوب نحو السلام.. استراتيجية حكيمة تحكمها الضوابط

الاثنين 31 يوليو 2023 17:10:00
testus -US

يواصل الجنوب، سياسات الجنوح نحو السلام، والحرص على تحقيق الاستقرار الشامل، مع شريطة تحقيق تطلعات شعب الجنوب نحو استعادة الدولة وفك الارتباط.

هذا الجنوح تجدّد خلال اللقاء الذي جمع بين الدكتور ناصر الخُبجي رئيس الهيئة السياسية المساعدة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس وحدة شؤون المفاوضات، في مكتبه في العاصمة عدن، مع القائم بأعمال مدير مكتب المبعوث الأممي في العاصمة عدن برت سكوت.

وفيما شهد اللقاء بحث مستجدات العملية السياسية الشاملة، فقد أكّد الخبجي ضرورة إنهاء حالة الجمود التي تمر بها العملية السياسية عبر ممارسة الضغوط من أجل الإيفاء بكافة الالتزامات والاتفاقات ومنها تشكيل الوفد التفاوضي المشترك لمجلس القيادة، ووضع إطار تفاوضي خاص لقضية الجنوب.

وجدد الخُبجي التأكيد على أن قضية شعب الجنوب تمثل ركيزة أساسية لإنهاء الأزمة وإحلال السلام في المنطقة، وتعد الاختبار الحقيقي للنوايا تجاه السلام، وقال إن محاولة تجاهلها لن يؤدي إلى تقدم حقيقي في إحلال السلام.

ودعا الخُبجي إلى ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي والمبعوث الأممي موقفاً حاسماً إزاء اعتداءات مليشيا الحوثي الإرهابية على المناطق الحدودية الجنوبية، والتي تثبت نواياها لرفض وتعطيل كافة الجهود الرامية لإنهاء الحرب وإحلال السلام.

كما استعرض اللقاء الجهود التي تبذلها القوات المسلحة الجنوبية في مجال مكافحة الإرهاب، وشبكات تهريب الأسلحة الى مليشيا الحوثي الإرهابية، وجهود تأمين خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، والسُبل الممكنة لتعزيز دورها في هذا الجانب، والإشارة إلى أن الجنوب يعد عاملاً هاما من عوامل الاستقرار الإقليمي والدولي.

بدوره، كشف برت سكوت عن طبيعة الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي من أجل السلام على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

وأعرب سكوت عن تقديره للجهود التي يبذلها المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته المسلحة في سبيل مكافحة الارهاب وتثبيت الأمن، وعن ثقته لدعم استمرار تعزيز العلاقات، ومشيدًا بمخرجات اللقاء التشاوري الجنوبي.

جنوح الجنوب نحو السلام يمثل استراتيجية عمل ينتهجها المجلس الانتقالي في إطار التعامل مع التحديات الراهنة، وهي استراتيجية حازت على تقدير واسع النطاق من قِبل مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

لكن الجنوح الجنوبي يظل مشروطا بعدة ضوابط، بينها حتمية تحريك الجمود في الملف السياسي لوقف وتيرة الاعتداءات التي يتعرض لها الجنوب على الأرض من قبل قوى الشر والإرهاب اليمنية.

فاستمرار الوضع بطبيعته الحالية فيما يخص التصعيد المستمر من قِبل المليشيات الحوثية على وجه التحديد، في اعتداءاتها على الجنوب، يقوِّض مسار التهدئة، ما يدعو الجنوب لاتخاذ إجراءات صارمة في مجابهة إرهاب المليشيات.