الدعوة للعلمانية.. إزدواجية جديدة من توكل كرمان الإخوانية

الجمعة 24 أغسطس 2018 21:00:09
testus -US

رأي المشهد العربي

كشفت دعوة القيادية بحزب الإصلاح الذراع السياسية لجماعة الإخوان (فرع اليمن) للعلمانية الديمقراطية على حسب تعبيرها، إزدواجية وتخبط جديد من شخصية تتهمها دوائر عدة داخل وخارج اليمن بالوقوف وراء العديد من سيناريوهات الفوضى في البلاد.

وكانت القيادية الإخوانية نشرت من خلال تدوينة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قالت فيها:" دولة علمانية ديمقراطية هي الحل.. العلمانية للتخلص من الكهنوت والديمقراطية للتخلص من القيصر.. صباحكم علمانية وديمقراطية قادمتين لا ريب فيهما".

وأثارت هذه التدوينة ردود أفعال مختلفة من نشطاء التواصل الاجتماعي حيث اتهمها جزء منهم بأنها تغازل العلمانيين في تركيا من أجل تخديرهم وتهدئتهم من معارضة نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فيما قال آخرون أنها ازدواجية وتناقض من كرمان التي تتلقى الدعم من النظام التركي نفسه.

وتقيم توكل كرمان في تركيا منذ سنوات عديدة، وهى قيادية في حزب التجمع اليمنى للإصلاح وهو أحد أبرز الأحزاب الدينية التي ترفض الدعوات إلى العلمانية، ولم يسبق لأي تيار سياسي يمنى أن دعا إلى مثل هذه التجربة.

ودائما تثير القيادية الإصلاحية البلبلة من أجل الشهرة بل وربما من أجل التشويش على بعض الأمور التي ربما يريد من يدعموها تمريرها بشكل أو بآخر سواء كانت قطر أو تركيا.

وسبق أن كتبت كرمان منشوراً جاء فيه "أؤمن بحرية الاعتقاد والفكر والرأي والتعبير كحقوق إنسانية أصلية مطلقة غير قابلة للانتقاص. أؤمن بحرية التدين وبحق الناس أن يكونوا مؤمنين أو ألّا.. ومن حقهم أن يختاروا ما شاؤوا من المعتقدات والأديان وأن يغيروها متى شاؤوا وأتعهد بالدفاع عن هذه الحقوق".

دعوة توكل كرمان للعلمانية كانت سبب في تكفيرها من قبل تيار الزنداني داخل الإخوان حيث أصدرت هيئة علماء اليمن التابعة للإخوان بياناً فيه تكفير توكل كرمان الذي وصفها البيان بأنها تدعو الكفر والفسوق.

ويأتي التكفير المتبادل بين تياري الإخوان المسلمين باليمن أو من يسمون (حزب التجمع اليمني للإصلاح) بعد خلافات وانقسام التيار إذ بات كل طرف يدعم توجهات متشددة هي بالأساس خارجة عن مبادئ الشعب اليمني.

حيث يتبنى تيار الزنداني داخل الإخوان باليمن دعم جماعات القاعدة وأنصار الشريعة الإرهابية، فيما يدعم تيار توكل كرمان الإخواني الموالين لقطر جماعة داعش الإرهابية، وهذا هو الأساس في نشوء الخلافات بين الطرفين المتشددين اللذين وصلا لحد تنفيذ تصفيات ممنهجة لأنصار كل طرف في عدن وتعز مع أن التيارين هما مصدران للإرهاب الفكري واستخدام الدين.

وبالمتابعة المستمرة لمنشورات توكل كرمان عبر حساباتها الرسمية على موقعي التواصل الإجتماعي، فيسبوك وتويتر، سريعًا ما يكتشف توجهاته وأغراضها الخبيثة المتوافقة مع كل من يعمل على ضرب أمن واستقرار المنطقة.

وتستخدم دول خارجية وعلى رأسها قطر وتركيا، توكل كرمان كدمى تحركها كيفما تشاء وقتما تشاء، فهي تدافع عن كل دعاة الحرب، تهاجم الحوثيين في اليمن بالعلن، وتدعمهم في الخفاء.

وتوكل كرمان، المشكوك في أمر حصولها على جائزة نوبل للسلام، بعد ظهور تقارير تشير إلى تقديم قطر رشوة للمسؤولين في جوائز نوبل لمنحها هذه الجائزة، هي عضو مجلس شورى حزب الإصلاح الإخواني، وناشطة انتهازية صعدت من خلال منظمة صحفيات بلا قيود وتاجرت بقضية مهجري الجعاشن ثم تخلت عنهم لاحقا.  

وذكرت تقارير إعلامية قيام قطر بشراء جائزة نوبل للسلام التي جعلتها تخلت عن رفقاء الدرب وهربت للعيش بين اسطنبول وواشنطن والدوحة وتفرغت لجمع الأموال والمساعدات.

وبحسب تقارير إعلامية تدير كرمان توكل خلية إسطنبول الإخوانية اليمنية وتقود فريق التقريب بين الإخوان والحوثيين بتمويل قطري مباشر وتنسيق تركي وتتلقى موازنة تشغيلية لقناة بلقيس المملوكة لها بقيمة 300 ألف دولار شهرياً، إضافة إلى مبالغ أخرى بهدف إطلاق حملات إعلامية مشبوهة وكاذبة هدفها الطعن في التحالف العربي وخصوصا الإمارات.

وتلعب الدوحة، دور مشبوه في تعز من خلال تمويل التظاهرات التي يقوم بها حزب الإصلاح الذارع السياسية لجماعة الإخوان باليمن بحجة رفض مشاركة طارق صالح وقوات (حراس الجمهورية) في العمليات العسكرية ضد مليشيا الحوثي الإيرانية، بالتزامن مع لعب " كرمان " دور المطالبة بالتصالح مع تلك المليشيا، والوقوف ضد التحالف العربي.

ويسعى حزب الإصلاح للسيطرة على مدينة تعز الاستراتيجية جنوب غرب اليمن عبر أجنحته العسكرية والسياسية في مسارين متوازيين من خلال تسييره لمظاهرات حزبية للضغط على محافظ تعز أمين أحمد محمود للاستحواذ على أكبر عدد من مقاعد وإدارات السلطة المحلية، فيما تنشر مسلحيها في المدينة في تصعيدات عسكرية متكررة.

وعمل الإخوان طوال فترة الحرب في اليمن على تقديم الفرص لجماعة الحوثي الانقلابية من أجل السيطرة على مناطق أكثر، ما يؤكد أنهم يعملون ضد التحالف العربي، وهذا كان واضح منذ بداية انقلاب الحوثي فرغم قوتهم العسكرية(الإخوان)، إلا أنهم لم يحركوا ساكنا حين بدأ الانقلاب الحوثي المشترك مع صالح، حتى أن اللواء 310 وهو لواء عسكري قوي معظم قادته وعناصره من حزب الإصلاح سقط بيد الانقلابيين من دون قتال فعلي، وفر قادة اللواء من المعركة.