الجنوب واستفزازات التوظيف.. أخطر من مجرد تعيين
رأي المشهد العربي
لم تكن القرارات أو الاستفزازات الصادرة عن الجانب اليمني في ملف التوظيف، إلا طعنة جديدة موجهة للجنوب تعبيرا عن ذلك الاستهداف الذي يحمل طابعا طائفيا يسعى لحرمان الجنوبيين من أي حقوق لهم.
قرار رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي بإعادة تشكيل أعضاء المجلس الطبي في العاصمة عدن، وتشكيل مجلس الاعتماد الأكاديمي، لا يقتصر على تجاوز للقانون، لكنه تعبير واضح وصريح عن طبيعة الاستهداف الذي يتعرض له الجنوب.
القرارات الأخيرة تمثل استهدافا سياسيا واضحا ضد الجنوب، كونها تستهدف وضع شخصيات بأجندات حزبية وسياسية معينة على رأس أهم القطاعات الخدمية والمجتمعية في الجنوب وتحديدا في العاصمة عدن.
وضوح الرؤية في هذا الاستهداف تجلت تعيين أشخاص من محافظة تعز التي يتقاسم الحوثيون والإخوان السيطرة عليها، في المجلس الطبي، في رسالة واضحة من قِبل القوى اليمنية أنها لا تزال تريد إحكام سيطرتها على مؤسسات الجنوب.
الكلفة التي يدفعها الجنوب من جراء هذا الاستهداف تتجلى كذلك في استمرار نيران التهميش، فجامعة عدن العريقة لن تحصل على حقها بالكامل، كما أنّ الكادر الأكاديمي في أبين وشبوة ولحج تحديدا سيتعرض للتهميش مجددا.
التهميش سلاح لطالما أشهره الاحتلال اليمني ضد الجنوبيين، وبات هذا السلاح عنصرا أساسيا في حرب الخدمات التي فتكت بالجنوبيين أمنيًّا ومعيشيًّا.
بنظرة بعيدة المدى، لا يقل هذا الاستهداف خطورة عن الحرب المباشرة التي تشنها قوى الاحتلال ضد الجنوب، فتجريف الوطن من الكفاءات وتصدير عناصر يمنية للمواقع الإدارية البارزة مساس بالسيادة الجنوبية ومؤشر على مزيد من التفاقم في تردي وانهيار القطاعات الخدمية.