تقرير لجنة حرب الخبراء ، وحرب داحس والغبراء؟
السفير علي عبدالله البجيري
عجيب هذا الزمن، وأخيرا جاء تقرير لجنة الخبراء ليكشف حقيقة اللعبة الدولية في اليمن، فالتقرير للاسف أعتمد على روأيات من ضرب خيال فريق الخبراء، إرضاء وتناغما مع تلك القوى المسيرة لمنظومة الأمم المتحدة. وعلينا الإقرار بإن منظمة الأمم ليست هي من ترسم السياسات والتوجهات، بقدر ماهي مجرد آلية لتمرير سياسات الدول العظمى وبالذات تلك الدول المهيمنة على القرارات الدولية ؟
تقرير لجنة ''الغبراء '' يكشف طبيعة الأدوار التي تكلف بها منظمة الامم المتحدة، بما في ذلك اختيار الوقت المناسب للاخراج. هناك تحركات دولية واقليمية، وهناك تصعيد غير مسبوق للحرب اليمنية، جبهات حرب تقوم وجبهات حرب تنوم. إذا من هم الخبراء ومن اين يستقون معلوماتهم؟ هل يعقل ان فريق دولي بهذا المستوى يستند ويعتمد في تقريره على تقولات المشعوذين وأكاذيب المفبركين ومعلومات المفسبكين ؟ كيف يفسر ان مجلس الامن يدين الحركة الحوثية ويطالب بمحاكمة عبد الملك الحوثي، بينما فريق حرب الغبراء تصفه بقائد الثورة الحوثية، ويدين حكومة الشرعية اليمنية ودول التحالف العربي، وتعتبر ما يحدث في الحديدة هو ''عدوان ''، وتتجاهل الغزو الحوثي للجنوب وتعز ولا تعتبره عدوان.
مليشيا تستولي على الدولة ومؤسساتها وتجند أبناء اليمن بالقوة اطفالا وشبابا وشيوخا، وتقتادهم إلى الجبهات، وقتل من يرفض. بينما فريق حرب الغبراء يتجاهل كل ذلك، والأدهى من ذلك فلا إدانة لإطلاق الصواريخ الحوثية الايرانية على دول الجوار، بل ولا استنكار لمحاولات التهديد بحروب عبثية واخرتها اعلان الحوثي كذبا وهوسا عن قصف مطاري ابوظبي ودبي الدوليين، وكذلك التلويح بين الحين والاخر الى تهديد الملاحة الدولية، وغير ذلك من الحماقات الهستيرية، جميعها لا سلام ولا كلام بحقها، بل ولا حتى إشارة تستنكرها.
هكذا جاء تقرير فريق الخبراء كإخراج مسرحي بامتياز وفي توقيت مناسب يتزامن مع حدثين هامين :
الاول انعقاد الدورة ٣٩ لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان في مدينة جنيف السويسرية.
والثاني وهو الاهم، إنعقاد مشاورات السلام بين طرفي الحرب في اليمن وهما من اوصلنا إلى هذه الحال.
تناقضات مذهلة وأدوار مخجلة، والضحية الشعب اليمني برجاله واقتصاده ومستقبله.
حركة حوثيبة ايرانية التوجه والمنهج اثنتي عشرية الاصل والفصل، وشرعية قابعة في فنادق العالم فشلت رموزها في ادارة اليمن منذ عام 1962م، غير جادة في القضى على هذه الحركة وطموحاتها ونهجها وفكرها ،
ما نراه اليوم هو تقاسم ادوار ليس إلاّ، وتحديد المصالح والتخطيط للبحث عن المغانم والإستحواذ على ثرواته ومواقعه وممراته المائية الاستراتيجية، بما ينسجم ومصالح الكبار، والضحية هو اليمن وشعبه.
هل أقتنع أبناء اليمن من ان اللعبة اكبر من حجم الخلافات والنزاعات الداخلية، واننا مجرد لاعبون في ملعب كبير على أنغام موسيقى الجاز التي يعزفها لنا مايستروا ومخرج واحد من خارج الحلبة.
أما داحس والغبراء فهي حرب من حروب الجاهلية بين فرعين من قبيلة عطفان هما: عبس وذبيان، وتعد من أطول الحروب التي عاشها وخاضها العرب في الجاهلية، فهل يعيد التاربخ نفسه؟؟
والخلاصة، هناك مثل يمني شهير يقول: " الحجر من الوادي والدم من الرأس "، فهل عرفتم بني وطني اننا ضحية للعبة كبيرة؟ الا ليت قومي يعلمون..