اليمن ومجلس حقوق الانسان إلى اين؟
السفير علي عبدالله البجيري
- شرعية الفساد والإفساد
- خيارات جريفيت عقب فشل مشاورات جنيف؟
- جولات ومحطات جديدة في المأساة اليمنية
- تقرير لجنة حرب الخبراء ، وحرب داحس والغبراء؟
كانت اجتماعات دورة مجلس حقوق الانسان في جنيف السويسرية ،''يمنية بامتياز '' ا كان اليمن حاضرا بمأسيه وخرابه ودماره وقتل ابناءه واطفاله ،كان المتصارعون يتبارزون بالخطب، كل طرف يربد ان يحقق نصرا على الاخر، كانت دورة 37 دورة نشر الغسيل اليمني في اطار الندوات التي تقيمها التنظيمات اليمنية المستفيدة من الحرب تحت مسمى المنظمات الحقوقية، كل القوى المتصارعة حاضرة ومتخفية تحت مسميات حقوقية مختلفة
،اللافت للنظر لا احد يهمه وقف الحرب وكوارثها اليومية على شعبنا شمالا وجنوبا ،ندوات نشر الغسيل بتقاريرها النصف السنوية ليس من مصلحة قياداتها وقف الحرب ،فالحرب مصالح وتجارة وأموال ، والغائب كانت الضمائر والاحاسيس والعزة والكرامة التي استودعتها تلك التنظيمات وتخلت عنها من زمن طويل
،كنت حاضرا ومستمعا إلى معظم الندوات ، ما رأيته تدمى له القلوب وطن جريح ورجال سياسته وناهبي ثرواته يتبارزون ويكذبون باسم الوطن والشعب المغدور، كل واحد يدعي الوطنية والوفاء والاخلاص والانتصار لليمن..
الشي الوحيد الذي يستحق الاشادة به موقف اللجنة الوطنية اليمنية لحقوق الانسان بما اوردته وما كشفته عن الواقع المؤلم لحقوق الانسان في بلادنا ،الارقام التالية سجلتها من واقع التقرير المقدم من اللجنة الوطنية :
(4368 ) حالة ادعاء لانتهاكات في مختلف محافظات اليمن،استمعت اللجنة إلى (3800) شاهد، اطلعت اللجنة على (5700)وثيفة.
وفي مجال التحقيق في الانتهاكات:
الانتها من التحقيق في عدد (1900)حالة ادعاء
نتائج التحقيقات في الانتهاكات المتعلقة بالقانون الدولي الانساني خلال الفترة من 1 فبراير 2018 حتى 31 يوليو 2018 م. كانت :
( 939 )واقعة قتل وإصابة لمدنيين سقط فيها (1045 مدني منهم ( 392 )قتيلا بينهم (42 )امرأة و( 92 ) طفلا إضافة إلى ( 653 ) مصاب منهم (148) طفلا و (75 ) امرأة ، وحملت اللجنة الوطنية المسؤولية على أطراف النزاع المسلح وفقا للاتي:
اولا عدد ( 195 )قتيلا و(491 ) تقع المسؤولية فيها على جماعة الحوثي.
ثانيا (197 ) قتيلا و ( 162 ) جريحا تقع المسؤولية على طيران التحالف العربي والقوات التابعة للحكومة.
كان تقرير اللجنة الوطنية افضل التقارير الواقعية المنصفة التي استمعنا اليها في هذه الدورة لمجلس حقوق الانسان ،وهنا نسجل تقديرنا لجهود الرائعة لاعصاءاللجنة الوطنية ولكل.من ساهم او ساعد على انجاز هذا التقرير .
ورغم حضور هذه الحقائق المستقلة لم يروق لبعض اعضاء المجلس من الدول الاوروبية هذا الحضور المتميز للجنة الوطنية ،فكان الاصرار على اتخاذ قرار بمواصلة عمل ''فريق الخبراء '' ذلك الفريق الذي كان متحيزا ومسيسا بتقريره الذي يلائم الانقلابيين وحلفاءهم الايرانيين والقطريين ويزيد من تعميق الازمة وبث الفرقة والشتات واستمرار ية الحرب في وطن فقد اقتصاده وانهيار عملته ودمار مدنه ويقتل اهله ويشريد ويهجير شعبه.
وكانت نتيجة التصويت على استمرارية عمل فريق الخبراء تؤكد ارتباط الحرب اليمنية بالنزاعات الدولية والاقليمية والمصالح والنفوذ والنتيجة :
- 21 صوت مع و 8 أصوات ضد و18 صوت تحفظ. هذه النتيجة تعكس الانقسام الواضح الذي ظهر جليا اتناء اعتماد المجلس للقرار ،ورفض اليمن للقرار والاعلان بعدم التتعامل مع الفريق .
دولة الامارات العربية المتحدة وعلى لسان الوزير د انور قرقاش اكدة على اهمية تقديم الدعم الفني للجنة الوطنية ، مشيرتا إلى '' ان اللجنة الوطنية.المستقلة قدمت لغة حقوقية متميزة '' لذلك كان القرار الذي تبنته المجموعة العربية يوصي بتقديم الدعم للجنة الوطنية اليمنية ''
.
والخلاصة ، كل المؤشرات تشير إن الحرب مستمرة في ضل تعنت المليشيات ورفض الحوار والسلام ،كان الله في العون لاخراج الوطن من هذه المحنة التي تتعقد فصولها يوما بعد يوم.