الحكم في قضية قتل عبدالملك السنباني.. منظومة قضائية جنوبية عادلة لا تخضع للابتزاز
لم تكن جلسة النطق بالحكم في قضية قتل المجني عليه عبدالملك السنباني من قبل جنود النقطة العسكرية التابعة للواء التاسع صاعقة، مجرد خطوة مهمة في مسار هذه القضية، بقدر ما مثّلت ردا صافعا على قوى الإرهاب الاحتلال المعادية.
عقدت المحكمة العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة، أمس الأربعاء، جلسة النطق في القضية، بخصوص الجريمة التي ارتكبت بمنطقة طور الباحة.
ووجهت النيابة العسكرية، تهمة القتل الخطأ لكل من حسين أحمد زهير، ويونس سيف محمد علي، وعيسى فضل سلام، وبشار محمد سويد، ومحمد طه عبدان شقير.
وأصدرت المحكمة، حكمها الذي قضى ببراءة المتهمين الأول والثالث والرابع والخامس من جريمة القتل الخطأ المنسوبة إليهم في قرار الاتهام.
كما قضت بإدانة المتهم يونس سيف محمد علي بواقعة القتل الخطأ للمجني عليه عبدالملك أنور أحمد السنباني، المنسوبة إليه بموجب قرار الاتهام المرفوع من النيابة العسكرية للمنطقة الرابعة.
وقررت المحكمة، إلزام المدان وعائلته بدفع دية القتل الخطأ لورثة المجني عليه بمبلغ وقدره مليون و600 ألف ريال، وإلزام قيادة اللواء التاسع صاعقة بتسليم الأمتعة والأغراض الخاصة بالمجني عليه إلى النيابة العسكرية لتسليمها إلى أولياء الدم عند الطلب.
وتقرّر كذلك، تعزير المدان بالحبس لمدة سنة مع وقف النفاذ، وتحميل قيادة اللواء التاسع صاعقة مبلغ وقدره 500 ألف ريال تدفع لصالح المحامي المنصب محمد سعيد البان.
اكتمال القضية ووصولها إلى هذه الدرجة يمثل ترسيخا منظومة العدالة في الجنوب، وهو جزء رئيس من منظومة الاستقرار على الأرض.
لكن الأمر لا يتوقف عند هذه الدلالة، لكنه يمثل ردا مباشرا وواضحا على قوى الاحتلال اليمنية وتحديدا المليشيات الإخوانية الإرهابية التي روجت عبر أبواقها الإعلامية بأن هذه القضية سيتم تسييسها.
وشنّت الأبواق اليمنية المعادية، حملات مشبوهة ومكثفة للترويج بأن هذه القضية لن تعرف طريقها إلى العدالة باعتبار أن المتورط بها من منتسبي القوات المسلحة الجنوبية.
إلا أنّ اكتمال القضية وصولا إلا صدور الحكم فيها يؤكد نزاهة المنظومة القضائية في الجنوب، وهي منظومة تقوم على العدالة بما في ذلك القضاء العسكري الجنوبي.
وأثبتت هذه المحاكمة التي خصت أحد منتسبي القوات الجنوبية، أنه لا يوجد أحد فوق القانون، وأن العدالة هي الغالبة في نهاية المطاف.
سير منظومة العدالة قوّض مخططا أعدته الأبواق الإخوانية التي سعت لابتزاز الجنوب ومحاولة تشويهه، كما دأبت على مدار الفترات الماضية، كجزء من الحرب النفسية ضد الجنوب.