تنبيه وتحذير.. موقف جنوبي صارم في مواجهة حرب الخدمات
يواصل الجنوب، مخاطبة الجهات المعنية التي لها صلة بالوضع المعيشي والخدماتي، للتحلي بمسئولياتها في مواجهة التردي المعيشي الراهن.
الجنوب يدق مجددا حرس إنذار بخصوص تفاقم الأزمة المعيشية، التي تنذر بخروج الأمر عن السيطرة في خِضم الاستهداف الذي يتعرض له الجنوب.
التحذير الجنوبي جاء خلال اجتماع مهم عقدته الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة علي عبدالله الكثيري القائم بأعمال رئيس المجلس، رئيس الجمعية الوطنية.
ففي الاجتماع، استمعت الهيئة الإدارية، بعدها إلى إحاطة مفصلة من الدكتور عبدالناصر الوالي وزير الخدمة المدنية والتأمينات، رئيس كتلة وزراء المجلس الانتقالي في حكومة المناصفة، عن دور وزراء المجلس الانتقالي في إطار حكومة المناصفة.
جاء ذلك فيما يخص تحديدا العمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية، والخدمية، بالإضافة إلى جُملة من الإيضاحات حول استفسارات أعضاء الهيئة في هذا الجانب.
وفي الإطار، أكدت الهيئة الإدارية على ضرورة الارتقاء بعمل وأداء الوزارات في إطار الحكومة لوضع حدٍ لمعاناة شعب الجنوب في مختلف الجوانب.
ودعت إلى وقف التدهور الذي يتفاقم يوماً تلو الآخر، منوهة بأن الشراكة في الحكومة، يجب أن تنعكس إيجابا على حياة الشعب الجنوبي.
رسالة التنبيه الجنوبية، تزامن مع رسالة أخرى لا تقل أهمية، ترتقي إلى درجة التهديد الصريح، وذلك بتأكيد الهيئة على أن المجلس الانتقالي لن يقف موقف المتفرج إزاء محاولات كسر عزيمة وإرادة شعب الجنوب لثنيه عن تحقيق تطلعاته باستعادة دولته، أو السماح باستمرار حالة الركود في عمل مؤسسات الدولة وتقاعسها عن أداء مهامها.
في الوقت نفسه، حذّرت الهيئة القوى المعادية لإرادة شعب الجنوب من مغبة التخادم والتماهي في عدد من المناطق الحدودية مع المليشيات الحوثي، لاستهداف أراضي الجنوب، داعية تلك القوى ومليشيات الحوثي على حدٍ سواء، بأن تفوق من أحلامها، وأن تعي جيدا الدرس الذي لقنها إياه شعبنا أثناء مقاومته الباسلة منذ حرب 1994، ومرورا بغزو 2015.
هذا البيان الجنوبي يحمل أهمية كبيرة كونها يمثل رسالة تنبيه مهمة لكل الأطراف المعنية، بأن عليها الالتزام بمسئولياتها فيما يخص تلبية احتياجات المواطنين.
موقف الجنوب لا ينبع من مصدر ضعف، لكنه نابع من قوة كبيرة تتجلى بوضوح في التحذير بأنه لن يلتزم الصمت إزاء ما يحدث على الأرض.
ومن الواضح أن قوى صنعاء تعمد لمحاولة تثبيت الأمر الواقع سعيا لتعميق الأزمة الإنسانية في الجنوب عبر اللعب على تغييب شامل للخدمات.
وفيما يعني استمرار الأمر بوضعه الراهن تكريس لمرحلة جديدة من عدم الاستقرار، فإن المجلس الانتقالي يفطن لهذا الشكل من الاستهداف الذي يتعرض له الجنوب.
وجاء البيان الأخير، ليُوجه رسالة بأن الجنوب بصدد اتخاذ إجراءات مُلحة إذا ما استمر الأمر بوضعه الراهن، انطلاقا من أن القيادة لن تقبل بمواصلة معاناة شعبها على هذا النحو.