يد الجنوب على الزناد.. سياسيا وعسكريا
رأي المشهد العربي
تشهد مختلف الجبهات التي تستهدفها قوى الإرهاب المعادية للجنوب، جاهزية جنوبية على كل المستويات لصد أي اعتداء يتعرض له الوطن من قِبل قوى الشر المتربصة التي تبحث عن موطئ قدم تُدنس به أرض الجنوب.
هذه الجاهزية ليست فقط عسكريا، لكن هناك استعدادا من نوع آخر لاستهداف من نوع آخر، والحديث تحديدا عن التعامل السياسي من قِبل القيادة الجنوبية مع الأزمات المعيشية المفتعلة من قِبل الحكومة التي باتت تتعمق في صناعة الأزمات.
الجنوب أطلق العديد من التحذيرات طوال الفترات الماضية، بخصوص تفاقم حرب الخدمات ودعا الجهات المعنية وتحديدا الحكومة لمعالجة الوضع والانخراط في جهود واقعية، توقف من ناحية الاستهداف المعيشي ضد الجنوبيين، ومن ناحية أخرى تعمد للعمل على تلبية احتياجات المواطنين والتوقف عن السياسات العبثية التي تفاقم الأزمات.
اتبعت الحكومة في الرد على تحذيرات المجلس الانتقالي، سياسة المثل الشهير أذن من طين وأذن من عجين، وتجاهلت تحسين الوضع المعيشي في الجنوب، بل يبدو أنها مالت إلى خيار تفاقم الأزمات، ويُستدل على ذلك أنها رفضت اتخاذ الإجراءات التي تخمد من لهيب الوضع المعيشي المتردي.
هذا الواقع يفتح الباب على كل السيناريوهات التي لا يمكن استثناء منها شيء، فطبيعة الاستهداف الخطير الذي يحيط بالجنوبيين جراء تفاقم الأزمات في كل القطاعات الحيوية يهدد العملية السياسية الراهنة.
يُستدل على ذلك، بأن هناك نداءات بدأت تعلو في الجنوب، تتحدث عن حتمية اتخاذ إجراءات عاجلة، بينها الانسحاب من حكومة المناصفة كونها لم تؤدِ الدور الذي كُلِّفت به منذ اليوم الأول، وهي مهمة تحسين الأوضاع المعيشية في الجنوب.
الأصوات الجنوبية بدأت تنادي بضرورة العمل على إعادة طرح الإدارة الذاتية للجنوب، وهي الخطوة التي من الواضح أن المجلس الانتقالي لم يحذفها من بنود استراتيجيته في التعاطي مع الأزمة الراهنة، لا سيما أن ثروات الجنوب منهوبة من قبل قوى الاحتلال اليمني.