خارطة السلام الأممية.. حتى لا تتحول الآمال إلى أوهام
رأي المشهد العربي
فرض إعلان المبعوث الأممي هانز غروندبرغ، التوصل إلى آلية لتسوية سياسية تتضمن وقفا شاملا لإطلاق النار والانخراط في عملية سياسية جامعة، نفسه في صدارة الأحداث ومركز تداعياتها ومحور مستقبلها.
إعلان المبعوث الأممي تضمن التأكيد على توصل الأطراف للالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة.
حدثٌ كهذا من شأنه أن يفرض الكثير من الأجواء الإيجابية، باعتبار أن وقف الحرب وتحسين الأوضاع المعيشية هي خطوة شديدة الأهمية ولها انعكاس رئيسي ومباشر على فرض الاستقرار بالمنطقة برمتها.
لكن ثمة مخاوف وتهديدات قد تجعل هذه الآمال أسرابا من الخيال والأوهام، لعل في مقدمتها وأحد بنودها الرئيسية هو أي محاولة لتهميش الجنوب من التسوية السياسية الشاملة.
البيان الأممي كان واضحا وهو يؤكد أن العملية السياسية ستكون جامعة، وهذا يُفهَم منه أنه لن تكون هناك استثناءات أو إقصاء.
الموقف الجنوبي واضح منذ البداية، وهو التأكيد على الانفتاح الكامل على مسارات السلام والاستقرار، والحرص على وضع حد للحرب التي طال أمدها، وإعطاء أولوية قصوى لتحسين الأوضاع المعيشية.
هذا الجنوح نحو السلام قائم على مبدأ راسخ وهو عدم السماح بتهميش الجنوب بأي حال من الأحوال، وهذا معناه أن أي محاولة لإزاحة الجنوب من موقعه أو إقصائه من المشهد السياسي فهذا نذير فشل كامل لهذا مسار.
انخراط الجنوب في مسارات التسوية السياسية يظل قائما على مبدأ راسخ وهو تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي فيما يخص استعادة دولته.
يعني ذلك ان أي تهديد لهذا المسار بما في ذلك عبر محاولة إقصاء أو تهميش الجنوب، فهذا يشير بوضوح إلى أن أي اتفاق حول التسوية السياسية سيكون محكوما عليه بالفشل.