التصنيف الحوثي.. بين السعار الإخواني والوعي الجنوبي
رأي المشهد العربي
فرضت الخطوة التي أقدمت عليها الولايات المتحدة بتصنيف المليشيات الحوثية الإرهابية تنظيمًا إرهابيًّا خاصًا نفسها في صدارة الأحداث التي انشغل بها العالم.
الخطوة الأمريكية جاءت ردًا على تصعيد خطيرة مارسته المليشيات الحوثية وتهديدات واسعة النطاق ضد الملاحة البحرية، أحدثت مخاطر جمة على طبيعة الاستقرار بعد التوسع في استهداف السفن التجارية.
الخطوة الأمريكية أثارت تفاعلا واسعًا لا سيما على صعيد تأثيراتها على المنطقة، من حيث تكثيف ضغوط الولايات المتحدة على المليشيات، والرد المحتمل من قِبل الحوثيين.
إقدام الولايات المتحدة على اتخاذ هذه الخطوة، يؤكد صحة رؤية الجنوب في هذا المجال، حيث تعامل المجلس الانتقالي منذ اليوم الأول مع المليشيات الحوثية على أنها فصيل إرهابي، ومن ثم جرى التعاطي العسكري معها على هذا النحو.
الجنوب كثيرًا ما دعا المجتمع الدولي بضرورة الالتفات إلى المخاطر التي تثيرها المليشيات الحوثية، وكونها فصيلًا إرهابيًّا يقوِّض منظومة الاستقرار على كل المستويات، ودعا للضغط على المليشيات لتفويت الفرصة عليها في تقويض الاستقرار.
تصنيف الحوثيين تنظيمًا إرهابيًّا من قِبل الإدارة الأمريكية خطوة أثارت حالة من السعار لدى تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي أبدى امتعاضًا من هذه الخطوة.
وحالة السعار التي هيمنت على تنظيم الإخوان تأتي في سياق حالة التخادم مع المليشيات الحوثية، في ظل تقاطع المصالح بين كلا الفصيلين الإرهابيين، وهو أمر قائم منذ فترة طويلة وليس وليد اللحظة الحالية.
ومخطط صناعة الفوضى في المنطقة تتشارك فيه المليشيات الحوثية والإخوانية لتحقيق مصالحهما المشبوهة، وهو ما يمثّل ضربة كبيرة لجهود تحقيق الاستقرار على الساحة.
تصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا يجب أن يكون خطوة تتبعها مزيد من الخطوات التي تشكل ضغطًا حقيقيًّا على قوى التطرف التي تمثل جزءا من معادلة صناعة الفوضى سواء كانت المليشيات الحوثية أو شقيقتها الإخوانية.