إعلان عدن التاريخي ومسار استعادة الدولة.. أولوية لا تقبل المساومة
يعيش الجنوب العربي حالة من التوهج الثوري في النضال الوطني مع حلول الذكرى السنوية السابعة لإعلان عدن التاريخي الذي رسّخ لبنة أساسية في مسار سير الجنوب لاستعادة دولته كاملة السيادة.
منذ اليوم للنضال الوطني الجنوبي، كان العنوان الكبير والبارز في إطار هذه المعركة هو العمل على تحقيق استقلال جنوبي شامل، بما يعيد الحق لأصحابه فيما يخص استعادة الدولة.
الجنوب شعبا وقيادة منح أولوية قصوى لمسار استعادة الدولة، وأعطى لكل الأولوية المطلقة ومن ثم سخّر لها كل الطاقات، واحتشدت وراءها كل المكونات لتحقيق هذه الغاية.
وقدَّم الجنوبيون، مسارات وتحركات النضال الوطني لتكون المحرك الأساسي لتحقيق هذه التطلعات الوطنية وهو ما انعكس على طبيعة النجاحات التي حققها الجنوب وهو يخوض معركة الأرض والوطن والهوية.
واستطاع الجنوب، وهو يخوض هذه المعركة، في أن يقف في وجه القوى المعادية التي سعت مراراً لسلخ الجنوب من هويته الوطنية، وأن تزرع العراقيل أمام هذا المسار، وتبث حالة من اليأس لدى الجنوبيين وقدرتهم على تعزيز مكتسبات مسار استعادة الدولة.
وفيما استطاع الجنوب تحقيق الكثير من النجاحات على مدار الفترات الماضية، فقد كان السبب في ذلك حالة الاصطفاف الوطني التي ترسخت وراء مسار استعادة الدولة وفك الارتباط.
وجاء إعلان عدن التاريخي ليزيد من توطيد هذه الحالة الوطنية والنضالية السياسية في أرجاء الجنوب، ما جعله يمثّل نقطة تحول تاريخية تعكس إرادة وتطلعات شعب الجنوب.
وقد أثبتت السنوات التي مضت في مجريات مسار قضية شعب الجنوب العادلة، أن الالتفاف والاصطفاف الشعبي خلف المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، هي محور ارتكاز لكل ما يتم تحقيقه من منجزات تخدم مسار قضية شعب الجنوب.
ومثّل إعلان عدن التاريخي المرجعية الأساسية التي سار الجنوبيون على نهجها لتحقيق الأهداف الوطنية، وتشكيل الصخرة التي تتحطم على أعتابها أي مخططات تستهدف المساس بالمشروع الوطني الجنوبي الذي يحمله الشعب ويعبر عنه المجلس الانتقالي.
وتقوم هذه المرجعية على أساس العمل على استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، وهو ما التزم به المجلس الانتقالي دون أن يخضع هذا المسار لأي عملية مساومة أو تفاوض.