للداخل والخارج.. الرسائل الكاملة في كلمة الرئيس الزُبيدي التاريخية بمناسبة ذكرى إعلان عدن

السبت 4 مايو 2024 16:59:06
testus -US

رسائل مهمة بعث بها الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بمناسبة حلول الذكرى السنوية السابعة لإعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي.

الرئيس الزُبيدي ألقى كلمة تاريخية، خلال الحفل الخطابي الذي أقامته اللجنة العُليا للمناسبات الوطنية والاحتفالات، بمناسبة هذه الذكرى الغالية.

تحية للشعب الجنوبي

الرئيس القائد حرص على توجيه التحية للشعب الجنوبي الثائر الصامد المناضل، وعبر عن اعتزازه وفخره بالشعب وبصمودخ ونضاله والتفافه الأسطوري حول قضيته وتفانيه في الدفاع عن حقه الشرعي، وسعيه الدؤوب لإنفاذ إرادته في سبيل تحقيق الهدف المنشود المتمثل في استعادة وبناء دولتنا الجنوبية الفيدرالية الحرة المستقلة.

تحدث الرئيس الزُبيدي عن إعلان عدن قائلا إنه لحظة تاريخية شكّلت تحولاّ محوريا في مسار نضالات شعبنا نحو بلوغ هدفه الأسمى، الذي دفع في سبيل إنجازه الآلاف من خيرة أبنائه.

وصرح الرئيس: "إنه لحري بنا اليوم أن نقف وقفة إجلال وإكبار أمام ما قدمه أولئك الشهداء الأبرار الذين افتدوا بأرواحهم ودمائهم تربة هذا الوطن الغالي علينا جميعا، وإنه لعهد قطعناه على أنفسنا أن نسير على دربهم حتى استعادة وبناء دولتنا الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة".

ثورة جنوبية تحررية

قال الرئيس أيضا إن إعلان عدن التاريخي جاء في سياق أحداث ثورة شعب الجنوب التحررية العظيمة منذ صيف 1994م، ليمثل تجسيداً نضالياً عن استحقاقٍ تاريخيٍ تأخرَ وتعثرَ كثيراً طوالَ السنوات السابقة من عمر الثورة، بفعلِ فاعلٍ مستبدٍ بالجنوب، وجّه كل أدوات ووسائل طغيانه وفساده، لتمزيق اللحمة الوطنية لشعبنا وإفشال ثورته ووأد مشروعه التحرري الوطني في مهده.

وحرص الرئيس القائد على تذكير الجنوبيين بالمخططات الممنهجة التي دأب عليها نظام صنعاء منذ 1994م، لإخراج قضية شعب الجنوب من دائرة اهتمام المبادرات التي ترعاها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى هامشها.

تتويج لنضال الجنوب

ثمرة النضال الجنوبي عبر عنها الرئيس القائد قائلا إنه في مثل هذا اليوم أتى إعلان الرابع من مايو 2017 ليشكل تتويجاً لجهود عظيمة متراكمة بُذلت في سياق إنجاز استحقاق وحدة الكيان السياسي الحامل لقضية شعب الجنوب والمعبّر عن أهداف ثورته.

دلائل الاحتفال بذكرى إعلان عدن

تحدث الرئيس كذلك عن دلالة الاحتفال بهذه المناسبة الفارقة في مسيرة ثورة الشعب التحررية، قائلا إن الاحتفال يأتي في سياق ترسيخ الشعور الوطني لدى الأجيال بأهمية هذا الاستحقاق الوطني الذي جاء كنتاج لجهدٍ وطني جماعي تراكمي، بُني على أساسه المجلس الانتقالي الجنوبي، ككيان قيادي وطني انتقالي للجنوب بحدوده الدولية المعروفة حتى 21 من مايو 1990م وحامل ومعبر عن قضيته الوطنية وثورته الشعبية التحررية بمساريها السلمي والمقاوم، على قاعدة الجنوب لكل وبكل أبنائه، شركاء في الوطن وفي تحمّل مسؤولية الدفاع عن مكتسبات شعبنا وقضيته ومصالحه الإستراتيجية.

الشعب يفوّض قائده

تطرق الرئيس القائد في كلمته إلى التفويض الذي منحه الشعب الجنوبي له ليحمل لواء قضيته العادلة، قائلا إن هذا التفويض لم يكن تشـريفاً، بل تكليفاً شاقاً وعسيراً، فضلاً عن كونه مسؤولية وطنية وتاريخية أمام الله ثم أمام شعب الجنوب وأجياله، لتحقيق شراكة وطنية واسعة وشاملة لاستعادة الوطن.

وأضاف أن هذا التفويض رسم ملامح مستقبله من قبل جميع أبنائه في مرحلة نضال تحرري شاق وعسير، لذلك كان نهج المجلس الانتقالي هو الحوار ثم الحوار المستمر ونتائج ذلك ماثلة أمام الجميع، مؤكدا عدم التوقف مطلقًا، فالوطن لن يستعاد ويبنى إلا بكل أبنائه.

نتاج سنوات النضال

استعرض الرئيس أيضا نتاج ما تحقق على مدار سبع سنوات من النضال، قائلا إنه بعد سبع سنوات على إعلان عدن التاريخي قطع المجلس الانتقالي شوطا كبيرا في ترسيخ وجوده داخليًا وإيصال صوت شعبه إلى دوائر صنع القرار الإقليمي والدولي.

وأضاف: "عملنا بكل تفانٍ وإخلاص على تعزيز حضور قضيتنا الوطنية في المحافل الإقليمية والدولية، وسنعمل على مضاعفة جهودنا خلال الفترة القادمة على المستويين الوطني والخارجي حتى الانتصار لقضية شعبنا واستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة".

القائد مهتم بحال شعبه

الوضع المعيشي للجنوبيين كان حاضرا أيضا في كلمة الرئيس، فقال إنه يُدرك حجم المعاناة التي يكابدها الشعب في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية وانهيار سعر صرف العملة.

وتابع: "ندرك بأنكم ترمون بالمسؤولية الأولى على المجلس الانتقالي بوصفه ممثلكم في السلطة القائمة وشريكاً فيها، ونتفهم ذلك وندرك أبعاده وأبعاد من يحاول استغلال ذلك بسوء نية وكيد سياسي".

ووجه الرئيس رسالة طمأنة للشعب قائلا: "ثقوا بأن ذلك لن يستمر ولن نكون إلا معكم في كل حال ومآل، ولسنا صامتين أو متجاهلين كما يُروج له البعض أو يُظن، وستثبت الأيام ذلك".

رسالة لرعاة السلام

خارجيا، وجه الرئيس الزُبيدي رسالة إلى رعاة السلام في الإقليم والعالم، فقال: "الوضع في البلد لم يعد يحتمل نهج التجريب والتقسيط والتأجيل والترحيل وسلق الحلول والتسويات، بل يستوجب عملية سياسية شاملة غير مشـروطة".

وشدد على ضرورة أن تكون العملية واضحة البدايات والمسارات والتوجهات والمضامين، لا تقوي طرفا على آخر ولا تنتزع حق أحد أو تحدد سقوف الحل مسبقا، عملية تهيئ لحلول مستدامة لقضايا الصراع المحورية وفي طليعتها قضية شعب الجنوب.

وصرح الرئيس: "شعبنا في الجنوب، الذي تحمّل سياسات التسويف والتأجيل والمماطلة زمنًا طويلًا قد نفذ صبره، ولم يعد بوسعه التعاطي مع أي مبادرات لا تضع قضيته في طليعة جهود السلام، وإن التزام شعب الجنوب نهج التفاوض كأساس لحل قضيته، لا يغفل جاهزيته لأي خيارات أخرى، إن لزم الأمر".

رسالة إلى التحالف العربي.. الشريك المتضامن

وخص الرئيس التحالف العربي برسالة مهمة، قائلا: "لقد جاء تدخلكم إلى جانب أشقائكم في لحظة فارقة من تاريخ بلادنا، لحظة جسدتم فيها أبهى صور التضامن والأخوة والمصير العربي الواحد".

وأضاف: "نبادلكم الوفاء والعرفان نظير ما قدمتموه من دعم وإسناد وتضحيات، في ملاحم بطولية امتزجت فيها دماء شهدائنا وشهداءكم جنبًا إلى جنب، وسطرتم بموقفكم العروبي الأصيل مآثرٌ عظيمة ستظل حيّة في ذاكرة شعبنا والأمة العربية.

وأشار الرئيس إلى أن الانتصار الذي تحقق بتضحيات واستبسال أبطال الجنوب والسعودية والإمارات والبحرين والسودان، قد كفل تأمين أحد أهم المواقع الاستراتيجية وأكثرها حساسية في منطقة شبه الجزيرة العربية من خطر داهم كاد أن يُحيل آمال شعوب منطقتنا إلى كابوس.

وتابع الرئيس القائد: "رغم ذلك فإن التهديدات المحيطة بنا وبكم، تستوجب تأمين ذلك النصـر لصنّاعه الصادقين، وتجنب ربطه برهانات خاسرة".

رسالة للقوات المسلحة

ووجه الرئيس القائد رسالة إلى أبطال قواتنا المسلحة والأمن البواسل، قائلا: "أنتم حماة الجنوب وحراس أمنه واستقراره والصخرة الصماء التي تتحطم عليها كل المؤامرات التي تستهدف شعبكم وقضيته الوطنية العادلة، فاشمخوا برؤوسكم وارفعوها عاليًا، فإن الوطن يستظل بظلال هاماتكم الشامخة والنصـر تصنعه سواعدكم السمراء وفوهات بنادقكم التي لا تعرف الانكسار".

الجنوب "مسالم"

وختم الرئيس رسائله بالقول: "نجدد التأكيد أننا دعاة سلام وسنواصل دعمنا لكافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإحلال السلام في بلادنا والمنطقة، فمشـروعنا مشروع سلام ونهجنا الحوار والتسامح، ومثلما اتخذنا السلام نهجا، فلدينا الإرادة والعزيمة لحماية مكتسبات شعبنا ومصالحه الوطنية، والانتصار لقضيته العادلة".