شرعية الفساد والإفساد
السفير علي عبدالله البجيري
الاحداث تتسارع في وطنا المثخن بالألام والجراح ، كل المؤشرات مخيفة،لاشي يوحي بان السلام قادم ولا احد يعلم بالمقادير وبما اختاره الله لهذا البلد الذي يطحن بالمعاناة في ضل احتراب داخلي وموت يومي لايستثني احد صغيرا كان أم كبيرا .
اتمنى من كل قلبي ان يكون موقف المجلس الانتقالي الجنوبي مبني على رؤية واقعية اخذ بعين الاعتبار الوضع الاقليمي والدولي وما سيترتب على بيان المجلس من انعكاسات ايجابية أم سلبية يعلم الله وحده إلى اين تتجه نهايتها. هذه الخطوة تستدعي السيطرة الكاملة على الارض والثروة ،فالمؤسسات الحالية خاوية من عروشها ،وفي حالة الفشل لاسمح الله فإن الغضب الشعبي ستتوجه سهامه سلبا مع الادراك ان هذا الوضع رفع المسؤولية عن حكومة بن دغر الفاسدة ووضع المجلس وجماهيره في الواجهة
المطلع على المشهد السياسي شمالا وجنوبا لايرى بوادر انفراج ولا خطوات عملية للحوار او سلام ، بل على العكس نشهد مزيدا من التصعيد ومشاريع سياسية على قاعدة الفساد والإفساد بهدف خلق مزيد من التعقيدات وإرباك المشهد السياسي وإستمرارية الحرب ومعها الشرعية في المملكة وفنادق العالم
، مشروع الشرعية '' المسمى الاقاليم ''اصبح مجرد يافطه ممزقة تتمسح بها قيادات الشرعية المغموسة بهوس المال واعمال اللصوصية واغراق الاسواق باوراق تسمى نقدية لاتغطية لها ولا قيمة مالية .
غياب الدولة واتخاذها من المملكة السعودية وطنا بديلا ادخل العباد والبلاد في دوامة عدم الثقة بالمستقبل ترتب عليه حالة من عدم الاستقرار وزيادة الطلب على العملة الصعبة بهدف الهروب بحثا عن اوطان بديله ، وخاصتا عندما رأى الناس رجال الشرعية وهم يتسابقون لتحويل ما ينهبون إلى العملات الصعبة شجع على المضاربات في السوق السوداء التي صنعتها الشرعية بتصرفاتها وفشلها في ادارة الاقتصاد وهذا ما زاد الاوضاع اكثر تعقيدا
عندما اقول ''اتمنى على المجلس الانتقالي '' فالعملية ينبغي ان تكون محسوبة بدقة وان تضع تصورات واقعية لكل السيناريوهات المحتملة بعيدا عن المزايدات فالوضع لايحتمل نحن هنا مع اي عمل مدروس يقودنا إلى إعادة دولتنا الجنوبية المستقلة،الدولة المدنية الحضارية دولة النظام والقانون يتساوى فيها الجميع دون استثناء ،دولة ديمقراطية تحترم فيها حقوق الانسان وحريته وتكفل للكل العيش بسلام وامان في وطنهم والقانوت سيد الجميع .
نحن هنا لسنا ضد اخواننا في الشمال بل ندعوهم إلى النظر إلى الاحداث بواقعية لقد دفعنا ثمن الاخطاءات السياسية والمغامرات الوحدوية الفاشلة معا واوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم ،يجب الاعتراف ان الوحدة ماتت وشبعت موت ولا داعي للنعيق فالموتى لا يسمعون الاصوات ،دعونا ننظر إلى المستقبل دولتان شمالا وجنوبا بدلا من عدد من الدويلات تتقاسمان اليمن اليوم ومعه ثرواته ومصير ابناءه،دولتان تتحملان المسؤولية الاقتصادية والسياسيةوالاعتراف بالمصالح العليا لكل دولة واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ،تعاون امني لمحاربة الارهاب والالتزام بالقوانين السيادية وتنظيم حركة العمالة والتنقل للافراد والمركبات بشكل مشروع.. لاداعي للتكابر فالوضع لا يحتمل والحقيقة مهما كانت مرة تضل حقيقة بدلا من العيش في الاحلام والاوهام التي لاتغني ولا تسمن من جوع ،أن الاوان ان يعي كل الشرفاء ان البديل للحرب هو السلام والبديل للمجاعة الزراعة والبديل للألغام اصلاح الجسور ورصف الطرقات والبديل للفقرالاسقراروالتنمية والبديل للفوضى الحالية الامن والتعليم والصحة للجميع هذه هي الحقيقة التي ينبغي التعامل معها وفهم احتياجاتها..كفى إلى هنا العالم يتطور من حولنا ونحن نعود إلى الخلف ،كفى الناس تشرد وإذلال داخل الوطن وخارجه،
يقول حكماء العرب :
فلقد نصحتك ان قبلت نصيحتي
فالنصح أغلى ما يباع ويوهب