تقرير دولي يوثق بشاعة آثار الحرب الحوثية على الأطفال
كلفة كبيرة يتكبدها الأطفال من جراء الحرب العبثية التي تشعلها المليشيات الحوثية وتتخادم فيها المليشيات الإخوانية منذ عشر سنوات.
وتتوالى التقارير التي توثّق هذه الأهوال الفظيعة، التي تمثل جزءًا أساسيًا مما صنعته الحرب الحوثية المدمرة.
وفي هذه الجانب، قدّرت منظمة الصحة العالمية أن 62 ألف طفل دون سن الخامسة يموتون كل عام، بسبب تردي مستوى الخدمات الصحية، في حين يعاني 70 في المائة من الأمهات الحوامل والمرضعات من فقر الدم.
ووفق استراتيجية التعاون القَطري بين المنظمة الأممية والحكومة للأعوام 2024-2025، فإن معدل وفيات الأمهات مرتفع؛ إذ يقدر بـ183 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية.
كما أظهرت بيانات المسح الديموغرافي الصحي الأخير الذي أجري في عام 2013، أن أكثر من 70% من النساء الحوامل والمرضعات يعانين من فقر الدم، وأن الوضع لم يتحسن منذ ذلك الحين.
ونبهت الاستراتيجية إلى التأثيرات السلبية المتكررة لأحداث الطوارئ الناجمة عن تغير المناخ، مثل الفيضانات والعواصف الرملية والطقس الحار المفرط والعواصف على صحة السكان، والفئات الأكثر ضعفًا، مثل كبار السن الذين هم في أمس الحاجة إلى التكنولوجيا المساعدة، وقالت إن نحو 62 ألف طفل يموتون سنوياً في البلاد قبل بلوغ عامهم الخامس.
أوضحت الاستراتيجية أن معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة آخذ في الارتفاع بالبلاد خلال السنوات القليلة الماضية، إذ وصل إلى 62 حالة وفاة لكل 1000 مولود حي في عام 2021.
وأشارت إلى تسجيل بعض التحسن المحدود بين عام 2021 وحتى أكتوبر 2023، إذ بلغ معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة 41 لكل 1000 مولود حي، على الرغم من ارتفاع معدل الوفيات بين الأولاد (45 لكل 1000) مقارنة بالفتيات (35 لكل 1000)، كما جاء في مؤشر اليمن المتعدد.
وتظهر نتائج المسح العنقودي متعدد المؤشرات أنه لم يكن هناك تغيير كبير في الاتجاه لجميع معدلات وفيات الأطفال على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية.
وحذرت منظمة الصحة العالمية، من نقص التغذية، وقالت إنه يُشكل مصدر قلق كبير على الصحة العامة، إذ يعاني ما يقرب من نصف الأطفال دون سن الخامسة من توقف النمو، وأكثر من مليوني طفل يعانون من نقص التغذية الحاد، مع ارتفاع خطر الوفاة.
وأوضحت أن الصراع أسهم في أزمة الصحة العقلية في البلاد؛ إذ يحتاج ما يقدر بنحو 8 ملايين شخص إلى التدخل الطبي لاضطرابات الصحة العقلية. كما أنها معرضة بشكل كبير جداً لمخاطر الأوبئة ونقاط الضعف.
كما تواجه البلاد تفشيًا متزامنًا للأمراض المعرضة للوباء، بما في ذلك فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات من النوع 2، والكوليرا، والحصبة، والدفتيريا، والسعال الديكي، والملاريا، وحمى الضنك.
يوثّق هذا التقرير جانبًا من الكلفة المروعة التي تكبدها الأطفال من جراء إصرار المليشيات الحوثية على إطالة أمد الحرب وتكبيد السكان بمختلف الفئات كلفة لا يمكن تحملها.
واعتادت المليشيات الحوثية أن تتبع هذا المسار الفوضوي لتتاح لها فرصة إطالة أمد الحرب، وهو ما نجحت في تحقيقه حتى الآن.