رسائل الرئيس الزُبيدي في ذكرى 14 أكتوبر.. الجنوب على درب الثورة يمضي
رسائل مهمة بعث بها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في ذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة.
كلمة الرئيس الزُبيدي جاءت شاملة ووافية، ووجهت إلى الجنوبين في الداخل والخارج، في إطار مشهد ملحمي يمتلئ بعلامات الثورة والنضال.
رسائل الرئيس تعبر عن فلسفة الجنوب ونضاله من أجل تحقيق التحرر الكامل، وطريقة مجابهة التحديات التي يتعرض لها، والتي تتم مواجهتها بنفس الحالة الثورية التي تجلت في ثورة 14 أكتوبر.
وشكلت رسائل الرئيس تأكيدًا واضحًا مفاده أن الجنوب لن يتراجع عن هذا المسار بأي حال من الأحوال، وعازم على مواصلة التصدي للمخططات المشبوهة من تيارات الشر وقوى الإرهاب والتطرف.
الرئيس الزُبيدي وصف ثورة 14 أكتوبر الخالدة بأنها ثورة تحررية مباركة زلزلت عرش المحتل وكسرت شوكته وأجبرته على الرحيل في 30 نوفمبر 1967 بعد أربع سنوات من النضال والتضحية.
الرئيس أكد أن الاحتفال بذكرى وانتصار ثورة 14 أكتوبر هو احتفال بالمنجزات الوطنية الجنوبية العظيمة التي تحققت للشعب الجنوبي، الذي ثار في هذا اليوم انتصارا لكرامته، ودفاعا عن حقه في الحياة والحرية، ورفض وصاية الاحتلال وهمجيته ومصادرته لحقوق وثروات الشعب.
تحدث الرئيس الزُبيدي عن استمرار حالة النضال والثورة في أرجاء الجنوب، وهو ما يؤكد على تجذُّر أهداف وقيم هذه الثورة الوطنية النبيلة في الوعي الجمعي للمجتمع الجنوبي.
كما يمثل الأمر، وفق تأكيد الرئيس، رسالة واضحة باستمرارية هذه الثورة حتى التجسيد الحقيقي لمفهوم الحرية والاستقلال، الذي تعرض لانتكاسة قاتلة في العام 1994، بفرض شكل آخر من أشكال الاحتلال واستلاب الحرية ومصادرة الحقوق ونهب الأرض والثروات وإهدار الكرامة، التي ناضل الشعب الجنوبي وقدم التضحيات من أجلها ودفاعاً عنها.
ربط الرئيس الانتصار في الثورة الخالدة، بعزيمة الجنوبيين قال إنه لم تكن للثورة المجيدة لتقوم وتنتصر بتلك الإمكانات المحدودة وغير المتكافئة مع ترسانة الاحتلال البريطاني لولا العزيمة الفولاذية لثوارها، ولولا بلوغهم درجة عالية من الإصرار على صناعة وطن جنوبي خالٍ من المحتل وجبروته وطغيانه.
أشار الرئيس إلى أنه بفعل هذه الثقافة الثورية التي كانت سائدة في وعي الشعب الجنوبي في عموم إمارات ومشيخات الجنوب وفي محمية عدن حينها، وجد المحتل نفسه على صفيح ملتهب فشلت معه كل ترسانته الحربية وأدواته القمعية في اطفاء جذوته وايقاف قطار ثورته.
ربط الرئيس الزُبيدي كذلك حالة النضال خلال ثورة 14 أكتوبر بما يحدث حاليًّا، فقال إن التاريخ لا يعيد نفسه لكنه يتشابه في أحداثه، وهذا ما يتجسد اليوم في استمرار النضال منذ عام 1963 حتى اللحظة الراهنة، حيث يمر الشعب الجنوبي بأحداث وأزمنة متشابهة وجد فيها المقاوم والمناضل والمواطن الجنوبي ذاته مجبرًا على حمل سلاحه، ورفع صوته الرافض عاليا دفاعا عن وجوده وأرضه وثرواته من مشاريع احتلال ودمار وإرهاب ونهب متعددة.
الرئيس شدد على أنه كما انتصرت ثورته الأولى في نوفمبر 1967، فإن ثورته الحالية المستمرة قد أنجزت الكثير، وحتما ستنتصر وستتوج بعودة دولته الجنوبية الفيدرالية المنشودة وعاصمتها الأبدية عدن.
تناول الرئيس الزُبيدي كذلك الأوضاع التي تمر بها المنطقة، فقال إنها ألقت بظلالها على البلاد وثورتها التحررية ونضال شعبها نحو استعادة وبناء دولته.
يتطلب ذلك، كما أكد الرئيس، مزيدًا من التلاحم والتكاتف ورص الصفوف ونبذ كل مسببات الفرقة والتباين، والوقوف بحزم أمام كل المخططات التي تهدف إلى ضرب الاصطفاف الوطني الجنوبي في مسعىً لإعادة إنتاج واقع الشتات الذي عاشته ثورتنا التحررية في السنوات الماضية.
الرئيس أكد أيضًا أن جنوب اليوم ليس جنوب الأمس، وأن الشعب قد شب عن الطوق ويعي جيدا وجهته ولن تُمرر عليه المشاريع الهادفة لإعادة انتاج قوى الاحتلال بطرق خبيثة.
الرئيس نوه بأن الشعب الجنوبي قادرّ اليوم على انتزاع حقه في استقلاله وسيادته على أرضه بالطرق المناسبة، وأوضح أن إرادة الشعب المستندة إلى إرادة الله، وإلى الحق الذي تحمله هي الأقوى وهي الغالبة وليس بمقدور أي قوة أن تجبره على القبول بخيارات لا تتوافق مع تطلعاته في الاستقلال واستعادة وبناء الدولة.
تطرق الرئيس إلى حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الجنوبي والحصار المفروض عليه في محاولة لإجباره على القبول بخيارات منقوصة.
الرئيس قال إن الشعب الجنوبي الذي ثار على الظلم لن يقبل سياسة التركيع والإذلال مهما كانت التحديات، وسيتواصل مسار ثورتنا المباركة حتى تحقيق الاستقلال الناجز شاء من شاء وأبى من أبى وما النصر إلا صبر ساعة.
وجه الرئيس الزُبيدي كلمات إلى الأشقاء والأصدقاء في المجتمعين الإقليمي والدولي، قائلًا إن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة التي تعيش صراعا مزمنا سببه تجاهل القضايا المحورية، يستدعي موقفا جادا وتبنى استراتيجية شاملة تعالج جذور الصراع، وتتصدى لكل المهددات والمخاطر وفي مقدمتها التعامل الجاد مع الإرهاب الحوثي والجماعات المتحالفة معهز
قال الرئيس إن الجنوب مع السلام وداعم لكل جهود تحقيقه، وأضاف: "السلام الذي نعنيه هنا هو السلام العادل الذي يتعاطى بواقعية مع مسببات الصراع في المنطقة، في الوقت الذي نؤمن فيه أن لا سلام ولا استقرار في منطقتنا في ظل وجود مليشيات إيرانية إرهابية تُكرس إرهابها للإضرار بشعبنا وبالمصالح الإقليمية والدولية في ممرات الملاحة الدولية".
الرئيس حرص كذلك على توجيه التحية لقادة 14 أكتوبر وثوارها الأبطال مبتهلين إلى الله أن يتقبل شهداءها الميامين بواسع رحمته وغفرانه، ولأبطال قواتنا المسلحة الجنوبية المرابطين في ميادين الشرف والبطولة، وفي كل شبر من ثرى أرض الوطن الطاهرة.