الزبيدي.. دهاء سياسي وخبرات عسكرية أرعبت مليشيا الحوثي

الأربعاء 7 نوفمبر 2018 19:55:51
testus -US

رأي المشهد العربي


بحنكة وخبرة السنوات وبروح مقاتل حربي جليل وقف وسط جنوده ليضع خطة ثابتة كانت كفيلة بأن تشل كل أذرع عدوه بالجنوب، وتزلزل قواهم الوهمية فاستطاع المحارب الذي قضى سنوات عمره حاملاً فوق عاتقه قضية تحرير الجنوب، أن يقهر عدوه في أقل من 24 ساعة ويسيطر على أجزاء واسعة من المناطق الشمالية المحاذية للضالع، دون أن يكلف قواته أي خسائر تذكر.. إنه القائد السياسي والحربي عيدروس قاسم عبدالعزيز الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.

ولد الزبيدي عام 1967م، بمنطقة الزبيد مديرية الضالع في محافظة لحج، تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الشهيد حسن محمد علي في زبيد وتعليمه الثانوي في مدرسة الشهيد أبو عشيم في مدينة الضالع وكان من الطلاب المتفوقين علميا ونموذج في السلوك والأخلاق.

واصل الزبيدي تعليمه الجامعي في كلية الطيران عدن، وتخرج فيها برتبة ملازم ثاني وبتقدير امتياز، ثم مارس عمله كضابط في الدفاع الجوي ومن ثم قوات النجدة وبعدها بالقوات الخاصة حتى العام 1994م، عندما أعلن علي عبدالله صالح الحرب على الجنوب واجتياحه، ليبدأ رحلة كفاحه في تحرير وطنه والتي شهدت العديد من المخاطر والصعاب إلا أنه تمكن من اجتيازها ورفع لواء قضيته عالياً.

تميز الزبيدي بذكائه السياسي منذ تأسيسه حركة حتم، أو قيادته للمقاومة الجنوبية وحتى ترأسه للمجلس الانتقالي الجنوبي، حيث سعى في تكوين جيشا جنوبياً قوياً، وكان ذلك.

حيث بدأ في عام 2012م بالعمل سريا لتأسيس المقاومة الجنوبية وهي امتداد لحركة حتم، ووضع خطة عمل منظمة لجعل المقاومة الجنوبية مؤسسة عسكرية، واستطاع بخبرته وإصراره، أن يحول ما رأه البعض مجرد حلما لواقع ملموس فبدأ بفتح معسكرات تدريب للشباب في الضالع وشبوة، وتدريس وتدريب المتطوعين على مختلف أنواع القتال ودورات للصاعقة وحرب العصابات وحرب المدن، كل ذلك بإمكانيات ذاتية ودعم من أبناء الجنوب في الداخل والخارج، حتى استطاع أن يخرج العديد من المتدربين العسكريين في كل مناطق الجنوب.

لتكن تلك المرة الأولى التي يمتلك فيها الجنوب جيشا مدربا على كل أنواع القتال، ليصبح سداً منيعاً وحامياً لبلاده في وجه أي عدوان أو محاولات جديدة لاحتلاله والاعتداء عليه خاصة بعد تصاعد وتيرة الأحداث السياسية في عام 2014، وظهور مليشيا الحوثي، أو قوات صالح، وتخطيطهما لاحتلال الجنوب، وكان هذا بمثابة أول اختبار لجيش عيدروس والمقاومة التي أثبتت للعالم أجمع كفاءتها حين تصدت للمليشيا في الضالع.

وعاد القائد الجنوبي ليضع خططه من جديد، حيث كان يتفنن في اختيار الوقت والمكان المناسبين للقاء عدوه ليكلفه أكبر الخسائر ويخرج هو وقواته رابحين، ففي عام 2015، تمكن من هزيمتهم في معسكر الجرباء ولواء عبود، ونجح في تحرير الضالع وطرد القوات المسيطرة عليه، ليعد منتصراً كالعادة.

وبالمثل تماماً وكما اعتاده شعب الجنوب، استغل بالأمس انشغال مليشيا الحوثي الانقلابية، في صد غارات التحالف العربي والقوات المشتركة عليها من أجل تحرير محافظة الحديدة، ليضع خطته من جديد، حتى يحرر الجنوب من أقدام الحوثي التي دنست تراب أرضا رويت بدماء أبطال أبت أن ترى وطنها حبيس بين يدي مليشيا أو تنظيم إرهابي مهما كان، فقرر الزبيدي وقواته أن تكن تلك الليلة هي الأخيرة للمليشيا في المناطق القريبة من الضالع، وعليه تمكن من السيطرة على جبن ونقيل الخشبة بالإضافة إلى نجد الجماعي.

فأصبحت قوات المقاومة الجنوبية على بعد عدة كيلو مترات من دمت باتجاه الرضمة، ليؤكد مراقبون، أن عيدروس تمكن بذكاء سياسي ودهاء محارب قضى عمره في جبهات القتال، أن يلقن المليشيا درسا لن تنساه في حال قررت أن تستهين بالجنوب أو قياداته وقوة أبطاله، مشيرين إلى أن القوات ستتمكن سريعاً من قطع الإمدادات عن المليشيا في محافظتي إب وتعز، ليبقى عيدروس الزبيدي في النهاية، قائد أحب الجنوب فأحبه الجنوب.