تكفي الجنوبي الإشارة
محمد ناصر العولقي
كان الطلاب يدرسون في أيام الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية مادة اسمها الإلحاد ومع أنها كانت مادة أساسية لطلاب كل التخصصات الجامعية إلا أن الطلاب المبتعثين من الدول العربية والإسلامية كانوا يعفون من حضورها والامتحان فيها ماعدا طلاب اليمن الديمقراطية .
هذا لا يرجع الى أن اليمن الديمقراطية كانت بلدا ملحدا وتشجع على الإلحاد أو أن قادتها في غالبيتهم كانوا مؤمنين بعقيدة الإلحاد من أعماق قلوبهم بدليل أن أولئك القادة صاروا بعد الوحدة يصلّون في الصفوف الأولى في المساجد ولكنهم وجدوا أنفسهم حينها في وضع كان الإلحاد أحد سماته فساروا في الركب وبالغوا في إبداء الإخلاص لمتطلباته ولسادته الذين بيدهم القوة والدعم والقيادة الأولى .
لا أكتب هذا المنشور من أجل تذكير الجنوبيين بماض أصبحنا نتبرّأ من ثوابته ونستعر من بعض مظاهره غير الحكيمة وإنما أكتب هذه الذكرى لتنبيه قيادات الجنوب ونخبه النضالية اليوم الى ضرورة استيعاب واقعنا وأولويات قضيتنا الجنوبية ووضع مصلحة الجنوب قبل أي مصلحة أخرى كما يستوعب أصدقاؤنا وأشقاؤنا وحلفاؤنا احتياجات بلدانهم وأولويات قضاياهم ويضعون مصالحهم في المقدمة ويسخرون جهودهم في سبيلها ...
فإذا كان ولابد أن نتحمّل وضعا صعبا ونقدم تضحيات فليكن مقابل ذلك شراكة واضحة المعالم
وإذا كان ولابد أن نؤجل تحقيق بعض أهدافنا تقديرا لظروف والتزامات الحلفاء فليكن ذلك وفق اتفاق ووعد صريح بالاعتراف بمشروعيتها والمساهمة في مساندتنا في تحقيقها
وإذا كان ولابد أن نكون ملكيين فلنفعل ولكن لا نكون ملكيين أكثر من الملك ولا حتى مثل الملك فنبالغ في إبداء الإخلاص لمتطلبات من بيده القوة والدعم والقيادة الأولى .
والحليم بالإشارة يفهم !