على هامش رحلة العمر

عوض بامدهف

# سرت على مهل ، وبخطى متعثرة، الى حيث شاءت لي الاقدار، أن أتلقى دروسا مثالية في الغباء والجهل والتكرار ، من أشخاص فشلوا بفعل مواهبهم المحدودة وافاقهم الضيقة ومداركهم القاصرة ، إلا أن يمارس لهذا الفعل الممل والسقيم٠


# أنهم مجرد ( رجع الصدى) لأصوات باهتة تنبعث من واد سحيق الاغوار، بل هم مجرد هياكل أو خيالات بلا ظلال ولا ملامح ، وأنهم وجوه شاحبة ضامرة بلا معالم ، بل هي مجرد اعجاز نخل خاوية لا حياة لها ولا نبض ولا حراك٠


# لست ادري ،ما جدوى الذهاب صباح مساء ،الى الدار المتهاوية والمتهالكة والخاوية ، والتي هي اشبة ببيت العنكبوت ،حيث اكل الدهر عليها وشرب ونام نومة اهل الكهف ٠


# لأنها تسخر منا في كل لحظة وحين ، وتدعونا وبالحاح شديد ،الى الكف عن ممارسة تعاطي الغباء وبشكل منتظم وفي وضح النهار ،وعلى مراى ومسمع من الجميع ،وبطريقة يعاقب عليها قانون الآداب العامة ، وكذا ممارسة الانصات الى ببغاء في منتهى الغباء، وهي تردد عبارات مبهمة وغير مفهومة ومخنوقة النبرات ،لا تجدي ولا تغني ولاتشبع من جوع ٠

#ولكن حتما ساغير هذا المسار، والكف عن ممارسة الغباء وإضاعة ماتبقى من العمر هباء منثورا !!



*. سأظل ٠٠٠ احيا * _____________________


# أطلق صاحبي الطيب زفرة حارة كادت تحرق كل ما حولنا ، لينطلق بعدها صاحبي بسيل جارف من عبارات بلغت ذروة حرارتها قائلا: ( ياعزيزي ،رغم كل دياجيرالظلام التي غلفت المكان والزمان حتى الهواء من حولنا ، سأظل احيا ، طالما مازلت امتلك القدرة على الحلم ،بان هذا الليل المدلهم، حتما سينجلي ، لتعاود الشمس ممارسة هوايتها المفضل في الشروق المتجدد والسرمدي ، لتبدد بنورهاالوهاج والساطع كل هذا الظلام الدامس الذي لن يلبث إلا أن يلملم خيوطه الواهيه ، ينزوي خجلا في ما وراء الشمس الساطعة ،)


## وواصل صاحبي الطيب حديثه الساخن بالقول :( ياعزيزي ، سأظل احيا ، مادامت البراعم تزهر والورود والأزهار تتفتح ، ليفوح في الأجواء شذا وطيبه عطرها الفواح، لتمنح تهب حياتنا ، امال متجددة ،تؤكد لنا بأن الآتي لا شك سيكون أفضل من سابقه )

# ( ياعزيزي ،ساظل احيا ،طالما الطيور والعصافير تملاء فضائنا الرحب زقزقات عذبة وتغريدات جميلا ،يبعث على التفاؤل في أصعب واحلك الظروف والمواقف )


( ياعزيزي ،ساظل احيا ، لاني قد استوعبت الدرس تعلمت كيفية نشر الحب الحميم والمشاعر الطاهرة والدافئة، لاني تعلمت كيف اعيش وكيف افرح واسعد وابتهج بالضياء والنور والسعد ، وابعث الحب مقادير سخية الى كل قلب يائس وبائس وشقي، لاني تعلمت ياعزيزي كيف امسح كل دمعة بزهرة وبسمة ، فالحب فعل مباح للجميع لا يعترف بالقيود ومنع وحظر التجوال والحصار، لذا سأظل احيا ، فالحياة اجمل وامتع ياعزيزي ٠


مقالات الكاتب