ما سبب رعب حزب الإصلاح من المنشقين عن الحوثي؟

الأحد 18 نوفمبر 2018 20:00:30
testus -US


رأي المشهد العربي

"صديق صديقي عدوي" مثل شعبي لا يمس للمنطق أو الطبيعة البشرية المعتدلة بشيء، إلا أنه سبيل يتخذه العديد من الأشخاص غير الأسوياء على مستوى العالم، خاصة لو أنهم يعلمون جيدا أن ما يمتلكونه لا يكفي للحفاظ على تلك الصداقة، أو أنهم يزيفون أموراً في حال أتى غيرهم سيكشفها، أو يطمعون في أشياء ربما سيأخذ هذا الصديق الجديد جزءا منها، وهذا مالا يريدونه.

ينطبق هذا كليا على حزب الإصلاح اليمني، الذراع السياسية لجماعة الإخوان باليمن، الذي رفض رفضا تاما عملية انشقاق بعض القيادات والمسؤولين بحكومة مليشيا الحوثي الانقلابية الغير معترف بها دولياً، وبات ذلك واضحا من خلال ردود أفعالهم وتعليقاتهم على أنباء انشقاق أحد هؤلاء القادة الحوثيين.

وبحسب مراقبون، فإن معظم المعترضين على انشقاق قيادات محسوبة على حزب المؤتمر الشعبي العام عن الحوثيين والتحاقها بالشرعية، من المحسوبين على حزب الإصلاح.

في السياق يرى محللون سياسيون أن انشقاق قيادات تابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام عن المليشيا الحوثية والتحاقها بالشرعية، أمر يزعج حزب الإصلاح كثيراً.

وبحسب محللون، فإن الإصلاحيون يستفيدون من كونهم الوحيدين المقربيين للسلطة، لذلك لا يريدون منافسا لهم، في إشارة إلى أن المنافس هو حزب المؤتمر، ولهذا سيفعل كل ما بوسعه للحيلولة لوقف هذه الانشقاقات.

وفي سبيل تحقيق ذلك، تداول عدد من الناشطين والإعلاميين التابعين لحزب الإصلاح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما حدث لوزير إعلام مليشيا الحوثي المنشق عبدالسلام جابر، خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته السفارة اليمنية بالرياض، على نطاق واسع لترهيب القادة الحوثيين الذين يعتزمون الانشقاق في الوقت المناسب.

ولم يستبعد المحللون أن يكون حزب الإصلاح وراء الترويج لانشقاق وزير الخارجية في حكومة الانقلاب هشام شرف، بغرض دفع مليشيا الحوثي إلى تشديد الرقابة عليه وهو ما تم بالفعل.

حيث أعلنت مصادر من صنعاء أن مليشيا الحوثي وعقب انتشار أخبار عن انشقاق وزير الخارجية في حكومتها غير الشرعية، قامت بفرض رقابة مشددة على منزله وأولاده، وتفتيش منزله، ومنعه هو والعديد من القيادات من التحرك خارج نطاق المحافظة صنعاء.
وتأتي هذه الانشقاقات بعد أن أعلن التحالف قبل أسابيع عن استعداده مساعدة من يريدون الخروج من مناطق المليشيا، بينما يعمل الإصلاح في اتجاه معاكس لتعقيد الأمر.

الأمر الذي يقلق حزب الإصلاح الإخواني، ويهدد مخططاته في بسط نفوذه على السلطة الحالية برئاسة عبدربه منصور هادي، خاصة وسط ترحيب شديد من قيادات ووزراء الحكومة اليمنية لهؤلاء المنشقين، وتعويضهم بمناصب حكومية جديدة بدلاً من تلك التي تخلو عنها في حكومة الانقلاب.

ويرى محللون ومصادر يمنية، أنه بعد تمكن حزب الإصلاح اليمني خلال سنوات الحرب في اليمن، من الاستحواذ على المناصب ومراكز النفوذ، وسيطر تقريبًا على قرار الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي، لن يسمح لأن يقترب المؤتمريين من السلطة وبالتالي إبعادها عنها.

بدوره قال المحلل السياسي اليمني منصور صالح، إن قرارات الشرعية باتت مصدرا لمصلحة توجهات حزب الإصلاح الذي يستثمر هذه القرارات في اتجاه تعزيز حضوره وسيطرته على الدولة، وعلى إمكاناتها ومواردها، وحتى في إضعاف جهودها في إطار خوض معركة إنهاء الانقلاب إلى جانب قوات التحالف الداعم للشرعية.

وتؤكد تصريحات المحلل السياسي، أن الإصلاحيين بذلوا جهدا كبيرا للسيطرة على الحكومة، فبالتالي لن يستسلموا لأي دخيل جديد، خاصة وأن الوزراء القادمين قد يساهموا في كشف المستور وفضح اتفاقيات إخوان اليمن مع مليشيا الحوثي في الخفاء.

وفي هذا الاتجاه يرى المحلل السياسي صلاح السقلدي، في تصريحات صحفية، أنه منذ مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح وفرار معظم أفراد عائلته وقيادات حزب المؤتمر من صنعاء، شنت وسائل إعلام حزب الإصلاح اليمني حملات إعلامية ممنهجة ضد عائلة صالح وقيادات حزبه.

وبحسب السقلدي، فتهدف حملة الإصلاح إلى التشكيك في المؤتمريين، ولا سيما المنشقين وخاصة نجل صالح الأكبر أحمد ونجل شقيقه طارق، فضلاً عن محاولات إجهاض أي محاولة للملمة صفوف الحزب وقياداته العسكرية وتصالحها مع بقية الفرقاء والأطراف اليمنية في سبيل قطع الطريق أمام أي تحالف وطني مع التحالف العربي قد يؤثر على حضورها السياسي والحزبي مستقبلاً.

وبهذا الشأن يقول المحلل السياسي صلاح السقلدي، إن حزب الإصلاح يسعى منذ مقتل صالح إلى اختطاف حزب المؤتمر لتدجينه تحت عباءته، وكل من يعترض على ذلك يتلقى سهام التخوين ورماح التشكيك بالوطنية، بل ويرفع بعض رموزه الدينيين سلاح الدين والعقيدة بوجه كل من يطالب بوقف هذا العبث.

كما أن حزب الإصلاح يشعر بالقلق من إعادة إنتاج حزب صالح خشية أن يكون ذلك الحزب حليفًا بديلاً للتحالف وللمجتمع الدولي في مواجهة الميليشيات الإيرانية، كذلك يسعى الإصلاح للانقضاض على أي نصر قد يتحقق للتحالف والشرعية في الشمال تمامًا، كما يحاول باستماتة الالتفاف على الانتصارات المحققة جنوبًا.

وخلال أقل من شهر انشق عن مليشيا الحوثي الانقلابية نائب وزير التربية والتعليم، إبراهيم الحامد، ووزير الإعلام في الحكومة الانقلابية، عبد السلام جابر، ورئيس مركز القيادة والسيطرة للقوات البحرية والدفاع الساحلي في الحديدة، العقيد الركن بهيجي الرمادي.