الاضطهادات العمالية لعرب الأحواز بإيران.. أين الرادع ؟

الاثنين 19 نوفمبر 2018 21:58:29
testus -US

يواصل النظام الإيراني انتهاكاته ضد الأقليات العربية والسنية داخل ما يسمى بجغرافيا إيران السياسية، خاصة ضد أبناء الشعب العربي الأحوازي، منذ احتلال بلادهم عام 1925 وقتل الأمير خزعل الكعبي، آخر أمراء الأحواز آن ذاك، والتي اختتمتها أمس عناصر الحرس الثوري الإيراني، باعتقال عشرات العمال من مصنع قصب السكر بمدينة السوس، في محاولة لإنهاء احتجاجاتهم المتواصلة لليوم الرابع عشر على التوالي لامتناع المسؤولون الفرس من منحهم مستحقاتهم المادية.

واعتقلت عناصر الحرس الثوري عشرات العمال، إثر انضمامه لتلك الاحتجاجات وإضرابهم عن العمل احتجاجاً على عدم دفع رواتبهم وفساد مديريهم، كان من بينهم إسماعيل بخشي، أحد العمال الذي تحدث أمس الأول السبت، أمام العمال أثناء تظاهرهم، وكذلك اعتقال مسلم آرمند، أحد ممثلي عمال «هفت تبه»، وصحفية حاولت تغطية التظاهرات أمس.

وكان إسماعيل بخشي، قد تحدث السبت أمام المحتجين، مؤكداً أن تظاهرات العمال هدفها المطالبة برواتبهم المتأخرة منذ ستة أشهر، ثم تساءل: "ما دامت تظاهراتنا سلمية، لماذا يأتون بهذه القوات لمواجهتنا؟".

من جانبه قال القيادي الأحوازي البارز الدكتور عارف الكعبي، رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة شرعية دولة الأحواز، في تصريح خاص لـ"المشهد العربي" أن هناك أدلة دامغة على اضطهاد المحتل الإيراني لأبناء الشعب الأحوازي، والتي تضاعفت وأصبحت ممنهجة و منظمة خلال الفترة الأخيرة، مشدداً على ضرورة أن يتفاعل الإعلام العربي مع القضية الأحوازية، لما يمثله الإعلام من خط دفاعي في معركتهم ضد المحتل الإيراني.

وأضاف الكعبي، "إننا مستمرون في نقل معاناة الأحواز لكل المحافل الدولية، و ندعوا اشقاءنا الاعلاميين العرب بالوقوف بقوة مع قضيتنا، فهو سلاح القرن وهو رسالة سياسية، ورسالة تعبوية لأبناء الامة لنصرة الاحواز مضيفا: إننا نعتبركم جنود الخط الأمامي في معركتنا ضد المحتل الفارسي".

وشدد الكعبي على أن هناك موقف قانوني واضح، فبعد الحرب العالمية الأولى تشكلت عصبة الأمم المتحدة، وفق القوانين والأعراف الدولية لحفظ حقوق البلدان والدول والشعوب، وبما أنّ إيران قد انضمت إلى عصبة الأمم المتحدة عام 1921، فكانت ملزمة بالمواد التي تخص سيادة الدول وعدم اجتياح أي دولة لأخرى.

وأشار إلى أن إيران لم تقدم أي مبرر أو خلاف على الأحواز، فهذا يؤكد نيتها بالاحتلال، وأن الطريقة التي استدرجت بها الشيخ خزعل وبمساعدة دولة أجنبية هي مبرر واقعي ثابت بأنها خرقت التزامها مع عصبة الأمم.

وأضاف أنه من ناحية أخرى، فإن الأحواز كانت تتمتع بسيادة كاملة وكان حاكمها الشرعي الشيخ خزعل، و ولي عهده الاميرعبد الحميد لهما علاقات عربية ودولية، وخاصة على نطاق دول الخليج العربي وحكامها.

ونشر نشطاء عبر موقع «تويتر»، مقطع فيديو لأحد العمال وهو مضمد اليد، يتحدث عن اعتداء نحو 10 من قوات الأمن عليه بالضرب بسبب مشاركته في التظاهرة.

وأضاف العامل أن مشاركته لم تكن إلا للمطالبة بحقه، مشدداً على أنه يريد العيش بكرامة، وكذلك بقية العمال المشاركين في التظاهرة. وتميزت تظاهرات أمس الأحد، بأن عمال صناعات قصب السكر حضروا التظاهرة مع أطفالهم وعوائلهم، ليقولوا لرجال الأمن إن احتجاجاتهم لم تخرج عن الإطار السلمي.

يشار إلى أن التظاهرات العمالية تشتعل منذ نحو أسبوعين في مناطق مختلفة من إيران، خاصة الأحواز العربية الواقعة جنوب غربي البلاد.

وقد دخل العمال في التظاهرات احتجاجاً على إهمال المسؤولين لمطالبهم، حيث يوجد بينهم من لم يتقاض راتبه منذ ستة أشهر. وكانت وسائل التواصل الاجتماعي، قد نشرت صوراً ومقاطع فيديو من تظاهرات السبت في شوارع الأحواز وأمام مقر المحافظة، وقد ردد المتظاهرون الغاضبون هتافات تشير إلى ظلم الحكومة للعمال وعدم تحمل الطبقة العمالية لهذه المظالم، كما أشار المتظاهرون في هتافاتهم إلى ظلم وفساد الطبقة الحاكمة.

ويطالب العمال المتظاهرون بدفع رواتبهم المتأخرة لأشهر، وكذلك دفع نسبة من الأرباح للعمال، إضافة إلى عدم خصخصة الشركة، وغيرها من المطالب الفئوية والاجتماعية الأخرى.

وفي الفترة الأخيرة، احتج آلاف العمال على عجز شركات إنتاجية مهمة، مثل شركة الصلب في الأحواز، وقصب السكر في السوس، عن تسديد رواتب الموظفين لمدد متفاوتة.

ويفيد تزامن احتجاجات موظفي أكثر من شركة، باتساع رقعة الاحتجاج على مستوى إيران، وهو ما ينذر بأن مساحة الغضب الشعبي تزيد بين الإيرانيين، مع بدء تطبيق الجولة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران، والتي تستهدف خفض صادرات النفط الإيراني إلى الصفر، بما يضغط على واردات إيران من العملة الصعبة ومن ثم ندرة السلع الأساسية وارتفاع أسعارها.