أحمد عوض بن مبارك .. سفير غير دبلوماسي

أحمد سعيد كرامة

تتوالى فضائح الشرعية اليمنية من هرم السلطة وحتى قاعدتها , من السلك العسكري والقضائي ووصولا للسلك الدبلوماسي , أن يخرج سفيرنا في واشنطن بن مبارك بإفادة أمام محفل عالمي تشبه إلى حد ما إعتراف صريح وإدانة لحكومته الشرعيه أمام مندوبي كبرى الدول وأصغرها فهذه كارثة لم ولن تشهدها اليمن على مر التأريخ , فحتى تاجر الوقود يمثل الشرعية فهو مستشار لرئيس الجمهورية .

بن مبارك يصرح بأن المنحة السعودية من الوقود لمحطات توليد الكهرباء في المناطق المحررة ستحد من غسيل الأموال بتجارة المشتقات النفطية , غسيل أموال تجار الحروب وفاسدي الشرعية بالطبع , ولا يوجد منافس لهم في سوق المناطق المحررة , كان في عهد الزبيدي محافظ عدن الأسبق يشتري وقود لمحطات كهرباء عدن بي 6 مليار ريال يمني شهريا تقريبا .

في عهد بطانة الشرعية الفاسدة والفاشلة المبلغ تضاعف وبالدولار ليصبح 60 مليون دولار شهريا , المبلغ ثابت 60 مليون دولار شهريا , ونسبة التوليد في إنحسار دائم حتى وصلت في بعض الأحيان إلى 180 ميجا نسبة التوليد بعد خروج المحطات المتهالكة عن الجاهزية , أو توقفها لرداءة الديزل وإستنزاف مخزون الفلاتر , وتارة أخرى لشحة الوقود ونفاذه , ولا أعلم كميات الوقود الفائض أو أمواله إلى أين تذهب غير إلى السوق السوداء في المناطق المحررة وغير المحررة .

للسعودية دور كبير في قيادة التحالف العربي ودعم اليمن ماليا وإغاثيا , وصلت الدفعة الاولى من الشحنة السعودية الممنوحة لمحطات الكهرباء ولمدة عام واحد فقط , وصلت المنحة السعودية في فصل الشتاء مع تناقص الأحمال بصورة كبيرة ومع هذا لهم جزيل الشكر والتقدير .

سفيرنا بن مبارك البعيد كل البعد عن شأننا الداخلي وأزماتنا وكوارثنا جحد وأخق دبلوماسيا وأخلاقيا بحق دولة تعتبر العمود الفقري للتحالف العربي ولم يشكرها أو يذكرها في كلمته وهي دولة الإمارات العربية المتحدة , والدولة الوحيدة عالميا التي قدمت وتقدم وستقدم كل أنواع الدعم في جميع قطاعات البنية التحتية وأهمها قطاع الكهرباء .

للعام الرابع على التوالي لم تقدم السعودية لقطاع الكهرباء شيء يذكر سوى منحة الوقود , وقدمت قطر محطة 60 ميجا أيضآ وكفى , أعيد وأكرر قبل تحرير عدن كانت للإمارات اليد الطولى لنجدة قطاع الكهرباء بداية من عدن المحتلة عندما تحملت على عاتقها دفع رواتب عمال وموظفي كهرباء عدن وغيرها من المرافق الخدماتية الأخرى , وتم تحويل ووضع الرواتب لدى شركات الصرافة بسبب إغلاق جميع البنوك الحكومية والتجارية أنداك .

قدمت الإمارات شحنات مجانية من الوقود لمحطات الكهرباء , كما قامت بدفع الديون المستحقة لشركات الطاقة المشتراة وبلغت أكثر من 100 مليون دولار لكي تقوم تلك الشركات بإستثناف عملها مرة أخرى , أشترت الإمارات محطة 50 ميجا كومنز أمريكي جديدة في ملعب 22 مايو بالشيخ عثمان ومنحتها لكهرباء عدن وهي بكامل طاقتها , أشترت الإمارات 50 ميجا كتر بلر أمريكي لمحطة شيهناز بخورمكسر , الآلاف من براميل الزيوت الخاصة بالمولدات والمحولات .

شحنات سفن كاملة لمواد الشبكة من كابلات ومحولات ومفاتيح , ومواسير لغلايات محطة الحسوة وقطع غيار للتوربينات أيضآ , كميات كبيرة من الفلاتر والالاف من الاعمدة الخشبية والأسلاك وغيرها من المواد , أكثر من نصف مليار دولار حجم المنح والمساعدات الإماراتية في قطاع الكهرباء , ومع هذا مافيا الوقود وسماسرة الطاقة المشتراة وقفوا بالمرصاد لإفشال الجهد والمال والدعم الإماراتي المبذول.

وأخيرا وليس بأخر قدمت الإمارات ممثلة بمؤسسة الشيخ خليفة للأعمال الإنسانية المحطة الإماراتية 120 ميجا الجاري تشييدها في مجمع الحسوة للطاقة الكهربائية , مع ضمان وتشغيل وصيانة وتدريب الكادر الوطني لمدة عام كامل .

ما ذكرته قيض من فيض بحق من أحسن إلينا ومد لنا يد العون والمساعدة في أحلك الظروف وأقساها على الإطلاق , وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان يابن مبارك الدبلوماسي .


مقالات الكاتب