لماذا تجاهل برهم صالح قطر خلال جولته الخليجية ؟ تقرير خاص
كشف تجاهل الرئيس العراقي الجديد برهم صالح زيارة قطر، خلال جولته الإسبوع الماضي، والتي شملت بعض الدول العربية منها الإمارات والسعودية والكويت والأردن، الموقف العراقي المؤيد للمقاطعة الرباعية لنظام الحمدين.
وأفادت مصادر عراقية، إن الرئيس العراقي فضل عدم زيارة قطر، بسبب مواقف الدول الأربع المقاطعة لها، وأبلغ وزير خارجية قطر، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، خلال زيارة الأخير لبغداد في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، بأن الوقت غير مناسب لزيارة قطر في الوقت الحالي، واكتفت بغداد بإيفاد رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي إلى الدوحة.
وأضافت المصادر، أن “صالح يميل إلى موقف الدول الأربع المقاطعة لقطر، نظرًا لدورها في دعم الميليشيات الطائفية في المنطقة. لكن لم يتحدث بشكل مباشر في هذا الشأن”.
وفي تصريح خاص لـ"المشهد العربي"، قال عبد الغني يحيى الخبير في الشأن العراقي، أن تجاهل السلطة العراقية للدوحة يعد ضربة لمساعي قطر في بسط نفوذها بالعراق، مؤكداً أن هذا الدور لصالح العراق الذي يحتاج إلى التحالف العربي من أجل أن ينهض مجدداً.
وأوضح يحيى، أن قطر تسعى لشراء وزارات والدفع بعملاء لها من أجل شغل حقائب وزارية في الحكومة العراقية، وهذا ما سعى إليه نظام الحمدين خلال زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى بغداد، بالإضافة إلى أهداف أخرى لصالح حليفتها المخلصة إيران.
وأضاف أن هذه الزيارة جاءت في إطار الالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، فقطر تربطها علاقات وثيقة مع نظام الملالي، وكلاهما يستخدمان العراق كطرف في هذه العلاقات المشبوهة، مشيرا إلى أن قطر تستغل نقطة الضعف في العقوبات الأمريكية المتمثلة بإعفاء العراق ودول أخرى من الالتزام بها في نجدة حليفها الإيراني.
وفى محاولة لاستقطاب رئيس الحكومة العراقية الجديد عادل عبدالمهدي، عهد أمير قطر لوزير خارجيته محمد عبد الرحمن بتنفيذ المهمة المشبوهة، حيث أرسله إلى العراق في زيارة مفاجأة، وسعى لاستغلال ضبابية المشهد السياسي ببغداد، غير أن مسؤولي العراق نجحوا في كشف تلاعب الحمدين الخفي لتوريطهم، وأغلق عبدالمهدي الباب في وجه الدوحة ورفض إملاءاتها، وخرج الوفد القطري من بغداد يجر أذيال الخيبة والفشل.
وكشفت مصادر عراقية أن قطر قدمت مبادرة لإنشاء تحالف جديد يضم العراق وإيران وتركيا وسوريا، وقالت إن “وزير خارجية قطر طلب من العراق المشاركة في حلف اقترحته قطر للخروج من عزلتها، يجمع العراق، وإيران، والنظام السوري، لكن صالح رفض ذلك”.
وأكد خبراء أن زيارة الرئيس العراقي، لعدد من دول المنطقة، باستثناء قطر، توضح رفضه دخول العراق في اصطفافات إقليمية، ومحاولات قطر خلق محاور جديدة.
وأعلنت عدة جهات سياسية عراقية، الأسبوع الماضي، وبينها منظمة بدر العراقية (المقربة من النظام الإيراني)، وتحالف المحور الوطني (يضم أغلب القوى السياسية السنية في العراق)، رفضها لمقترح دولة قطر، بدخول العراق في تحالف خماسي يضم “قطر – سوريا – إيران – تركيا – العراق”، معتبرة أن دخول بغداد في هذا المحور ستكون له تأثيرات خطيرة على المنطقة.
وكان الرئيس العراقي برهم صالح، ألتقى في جولته العربية، كبار قادة السعودية والإمارات والكويت والأردن، وأجرى مباحثات ثنائية في تلك الدول تستهدف تطوير وتوسيع علاقة بغداد بجيرانها العرب.
واستنكرت العشائر العربية في العراق الدور الإرهابي الذي تلعبه قطر في العراق ودعمها للإرهاب الإيراني.
وشدد الشيخ مزاحم الحويت، المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها، على أن "قطر تخطط لإدخال العراق في حرب مدمرة جديدة مثلما فعلت خلال السنوات الماضية".
وقال الحويت إن "هدف الدوحة من وراء انشاء التحالف الخماسي مواجهة التحالف العربي، لكن لن يتحالف الشعب العراقي مع قطر وإيران لأنهما يقتلان العراقيين عبر تنظيمات القاعدة وداعش ومسلحي المليشيات"، مشيراً إلى أن "تشكيل أي تحالف من قبل قطر وإيران يعني أن الإرهاب لن ينتهي وستعيش المنطقة أوضاعاً مأساوية لذلك يجب أن يتصدى التحالف العربي والتحالف الدولي لمحور الشر الإيراني القطري".