بوابة الجنوب الراسخة والصامدة.. الضالع تعيد كتابة معادلة الحرب والسلم

الأربعاء 8 أكتوبر 2025 22:06:21
testus -US

تتجه الأنظار إلى محافظة الضالع، حيث يستعد أبناء الجنوب للاحتشاد الكبير إحياءً للذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، التي شكّلت محطة فاصلة في مسار التحرر الجنوبي ضد الاستعمار البريطاني.

احتشاد هذا العام يحمل دلالات أعمق من مجرد احتفاء تاريخي، فهو يأتي في لحظة سياسية وعسكرية مفصلية، تتقاطع فيها قضايا الهوية ومصير قضية شعب الجنوب.

الضالع التي تمثل بوابة الجنوب إلى اليمن، تعود اليوم لتؤكد موقعها الاستراتيجي والتاريخي كمنطلقٍ لصوت القرار الجنوبي، سواء في مسار الحرب أو في طريق السلم.

فالميدان الذي شهد ذات يوم شرارة الثورة الأولى، يعود ليتحول إلى منصةٍ سياسية تعبّر عن الإرادة الشعبية الجنوبية الرافضة لأي محاولات للالتفاف على تطلعات الشعب في استعادة دولته المستقلة.

الرسائل التي سيحملها هذا الاحتشاد الجماهيري تتجاوز حدود الجغرافيا، لتصل إلى الإقليم والعالم، وهي رسالة صمود وإصرار مفادها أنَّ الجنوب اليوم أكثر تماسكًا ووعيًا من أي وقت مضى، وأنه يسير بخطى ثابتة نحو تقرير مصيره بنفسه بعيدًا عن الوصاية أو الإملاءات.

الزخم الشعبي المتوقع في الضالع سيعيد التأكيد على أن قضية شعب الجنوب ليست ملفًا سياسيًّا مؤجلًا بل واقعًا حاضرًا تفرضه الإرادة الشعبية، وأن الحشود المليونية هي استفتاء شعبي مفتوح على شرعية المشروع الجنوبي بقيادة المجلس الانتقالي، الذي يحظى بتوافق وطني هائل.

وفي ظل الأوضاع الإقليمية المضطربة، يكتسب المشهد في الضالع بعدًا استراتيجيًّا بالغ الأهمية، إذ تُعد المحافظة خط الدفاع الأول عن الجنوب، ومفتاح أمنه واستقراره، ما يجعل من رسائلها هذه المرة رسائل تحذير واضحة لكل من يراهن على إضعاف الجنوب أو كسر إرادة شعبه الصامد.

يُضاف إلى ذلك أن الضالع، وهي تستعيد روح أكتوبر، لا تكتفي بإحياء الذكرى، بل تعيد التأكيد أن الجنوب ماضٍ في مسيرته نحو التحرير والبناء والسلام وفق إرادته الحرة، وأن قرار الحرب أو قرار السلم سيبقى جنوبيًّا خالصًا يُتخذ من قلب الضالع، كما اتُخذت من أرضها شرارة الثورة الأولى قبل أكثر من ستة عقود.