الجنوب في ذكرى ثورة أكتوبر.. صمود يتجدد وتاريخ يعيد نفسه

الخميس 9 أكتوبر 2025 21:43:03
testus -US

تحل الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، والجنوب يعيش مرحلة دقيقة تتكالب فيها الأزمات، وتتعمد القوى اليمنية بمختلف أطيافها إغراقه في دوامة من التحديات المعيشية والاقتصادية والسياسية.

ومع ذلك، يثبت شعب الجنوب الصامد والمناضل أنّ روح أكتوبر لا تزال حيّة، وأن جذوة النضال لم تنطفئ منذ أن أشعلها الأبطال من قمم ردفان الشماء عام 1963م.

في كل عام، تعود ذكرى الثورة لتذكّر الأجيال بأن الجنوب لم يعرف يومًا طريق الانكسار، وأن تضحيات الأجداد الذين واجهوا أعتى قوة استعمارية آنذاك، تتجدد اليوم في صورٍ مختلفة، لكنها تحمل المعنى ذاته وهو الإصرار على الكرامة والسيادة.

فما يعيشه الجنوب اليوم من صمودٍ في وجه الحرب الاقتصادية، ومحاولات التهميش، ليس إلا امتدادًا طبيعيًا لذلك التاريخ النضالي العريق الذي كتب بالدماء والتضحيات.

وقد كانت ثورة 14 أكتوبر مدرسة للأجيال في الثبات والمقاومة، واليوم يبرهن أبناء الجنوب أنهم تلاميذ أوفياء لتلك المدرسة. فكما قاوم الأجداد رصاص المستعمر البريطاني، يقاوم الجنوبيون اليوم حروب الخدمات، ومؤامرات الإقصاء، ومحاولات كسر إرادتهم الحرة.

ويشهد التاريخ أن الجنوب، متى وُضع أمام التحدي، ازداد قوة وصلابة، وأن كل أزمة تمر به تتحول إلى محطة لتعزيز وعيه وتمسكه بحقه في الحرية والاستقلال.

وحاليًّا، يخوض الشعب الجنوبي معركته بأساليب سياسية ومدنية، لكنه لا يزال محملًا بروح أولئك الأبطال الذين رفضوا الذل وواجهوا قوى الاحتلال والاستعمار.

الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر ليست مجرد استعادة لحدث تاريخي، بل هي رسالة متجددة للعالم مفادها أن الجنوب، الذي انتزع استقلاله ذات يوم من إمبراطورية كانت لا تغيب عنها الشمس، قادر اليوم أيضًا على استعادة قراره وحاضره ومستقبله.