الصفقة الحرام لأردوغان.. طرق باب الإخوان لدعم الحوثيين
رأي المشهد العربي
يحاول النظام التركي بقيادة، رجب طيب أردوغان، «الصيد في الماء العكر»، واختلاق الأزمات في المنطقة العربية من خلال استغلال الأزمة اليمنية للتدخل في شؤون البلاد، بعد فشل تركيا في استخدام قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وابتزاز المملكة العربية السعودية، إلا أنه رغم ذلك تعمل أنظمة أردوغان الانتهازية جاهدة لإيجاد ملفات جديدة من أجل البحث عن دور في المنطقة العربية وخاصة الخليج، لتمرير أجندتها والحصول على أكبر قدر من المكاسب، بعد إغلاق كل الأبواب في وجهها لتطرق باب ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وتعمدت تركيا خلال الأزمة اليمنية في غض الطرف عن انتهاكات وممارسات المليشيا الانقلابية تجاه الأبرياء في اليمن، ليخرج وزير خارجية أردوغان، مولود تشاووش أوغلو، ليتحدث عن الأوضاع في اليمن، منتقدًا قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، بعد أيام من سماح السلطات التركية بتنظيم مظاهرة مناهضة للسعودية أمام قنصليتها في مدينة اسطنبول، وهو ما يراه المراقبون تحركًا تركيًّا لاستعراض العضلات ومحاولة للاستفادة من الأوضاع في المنطقة لصالح تركيا.
وقال وزير الخارجية التركي أمام برلمان بلاده: «في الوقت الحالي، لا نرى أن سياسات المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة لمحاصرة الجميع في اليمن صحيحة، فالكثير من الناس يموتون من الجوع والأمراض، ونحن لا نبقى صامتين حيال ذلك»، حسب تعبيره.
وكشفت تصريحات وزير الخارجية عن وجه تركيا القبيح، وهو ما اعتبره مراقبون مساعي أردوغان للقفز على الملف اليمني من أجل الحصول على أوراق تدعم أنقرة في «ابتزازها» لدول التحالف العربي بعد غلق كافة الأبواب في وجهها، لكن أردوغان كعادته يلعب بورقة الإخوان في كافة صفقاته بالمنطقة ويدعمهم في الخفاء، إلا أن هذه المرة لم تُخفي تركيا عدائها لدول الخليج وظهر ذلك جليا خلال وقفة الإخوان والحوثي أمام القنصلية السعودية في اسطنبول.
وقبيل خطاب أوغلو، نظم منتدى «حركة الشباب الزينبية» التركي، والتي ترتبط بعلاقات وثيقة بإيران وحزب الله اللبناني، تظاهرات أمام القنصلية السعودية طغى على حضورها الحوثيون والإخوان، ورفع خلالها المتظاهرون أعلام ميليشيا الحوثي، وصور زعيمها عبدالملك فيما اختفى العلم اليمني.
وقفة دعم الحوثي من قبل تركيا، جاءت بعد 48 ساعة من مؤتمر للقيادية الإخوانية في حزب التجمع اليمني للإصلاح، توكل كرمان أو كما تُلقب «الحرباء»، يهاجم التحالف العربي، ويلعب على وتيرة الوضع الإنساني، دون أن تُحَمِّل الحوثي أي مسؤولية عن ارتكاب الجرائم ضد الشعب اليمني.
انتهاكات الحوثي بالجملة
إلا أن تركيا لم تتطرق إلى جرائم الحوثيين تجاه الأبرياء في اليمن، وتعمدت تناسي الانتهاكات الحوثية التي تخطت كافة الاعتبارات الإنسانية وحتى الدولية، حيث أن المليشيا الانقلابية والمدعومة من إيران منذ يناير حتى أغسطس من عام 2018، قتلت 1224 مدنياً وأصابت 1220 بينهم 332 طفلاً و129 امرأة و69 من كبار السن.
وتصدرت محافظة تعز قائمة الضحايا بـ367 قتيلاً ثم الحديدة 226 قتيلاً وإب 74 والضالع 62 والبيضاء 61، ومقتل 182 مدنياً بسبب الألغام الفردية والعبوات الناسفة التي زرعتها المليشيات، بينهم 31 طفلاً و24 امرأة و11 مسناً، وذلك في محافظات لحج والحديدة وتعز والبيضاء وشبوة وإب والضالع ومأرب.
وأدى انفجار ألغام المليشيات إلى إصابة 138 مدنياً بينهم 19 طفلاً و15 امرأة و4 مسنين، و34 حالة إعدام خارج إطار القضاء، إضافة إلى مقتل 36 حالة تحت التعذيب، وارتكبت المليشيا خلال الـ4 أعوام العديد من الجرائم والانتهاكات للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، تنوعت ما بين القتل والإصابة والتعذيب والاختطاف والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري وتجنيد الأطفال وحصار المدن وتفجير المنازل.
وتجاهلت تركيا أيضا، اعتقال واختطاف 1067 يمنياً بينهم 42 طفلاً و23 امرأة و230 سياسياً وناشطاً حزبياً وحقوقياً وإعلامياً، ونالت صنعاء النصيب الأكبر من تلك الانتهاكات برصيد 152 حالة و199 حالة تعذيب في السجون السرية والخاصة التي تشرف عليها مليشيات الحوثي في أمانة العاصمة ومحافظات البيضاء وإب وصعدة وحجة والحديدة وذمار وصنعاء بينهم 107 سياسيين و4 إعلاميين و2 حقوقيين، بجانب تجنيد المليشيات لـ852 حالة للأطفال معظمها في صنعاء.
وما يؤكد تواطؤ تركيا مع مليشيا إيران ضد الشعب اليمني، هو شكر محمد عبدالسلام المتحدث باسم جماعة الحوثيين، على «توتير» عندما قال: «الشكر والتقدير والتحية للشعب التركي الشقيق على وقفته المشرفة، وتضامنه الواسع، أمام القنصلية السعودية في اسطنبول»، لذلك حديث الناطق باسم المليشيا، يؤكد التنسيق المشترك بين ميليشيا إيران في اليمن والحكومة التركية، من أجل لعب تركيا دورًا أكبر في ملف كان بعيدًا عن السياسة الخارجية التركية في ظل انشغالها بملفات سوريا والعراق وقطر وليبيا والصومال.