تكفير وتحريض تنم عن خسة إخوانية.. أسلحة فاشلة تستهدف الجنوب

الأربعاء 31 ديسمبر 2025 23:02:54
testus -US

في ظل التطورات الدقيقة التي تمر بها قضية شعب الجنوب العربي، وما رافقها من أحداث جسيمة أبرزها القصف الذي استهدف ميناء المكلا، وتصاعد حملات التشويه السياسي والإعلامي ضد دولة الإمارات، برزت إلى السطح فتاوى دينية باطلة صادرة عمّا تُسمى بـ«هيئة علماء اليمن» وجهات مرتبطة بجماعة الإخوان الإرهابية، تحمل في مضمونها تحريضاً صريحاً على التكفير والاقتتال ضد أبناء الجنوب.

هذه الفتاوى لا تمثل الدين، ولا تمت للعلم الشرعي بصلة، بل تكشف عن توظيف خطير للنصوص الدينية في خدمة أجندات سياسية ملوّثة.

أخطر ما في هذه الفتاوى ليس فقط مضمونها التكفيري بل توقيتها المدروس، الذي يأتي في لحظة حساسة يحاول فيها الجنوب تحصين جبهته الداخلية ومواجهة التحديات بروح وطنية مسؤولة.

فالدعوة إلى تكفير الجنوبيين أو التحريض على قتالهم تمثل انزلاقًا أخلاقيًا خطيرًا، وتسهم بشكل مباشر في تغذية العنف، وفتح أبواب الفوضى، وتفكيك النسيج الاجتماعي، وهي أهداف طالما سعت إليها الجماعات المتطرفة عبر التاريخ.

وبات من الواضح أن مليشيا الإخوان الإرهابية ومن يدور في فلكها، اعتادت استخدام الدين كغطاء للصراع السياسي، وتحويل الخلافات الوطنية إلى معارك دينية زائفة، بهدف شرعنة الإقصاء والعنف.

هذه الممارسات المشبوهة تصب في مصلحة قوى الشر والإرهاب التي تتمادى في صناعة الفوضى والتطرف، وتمنح خصوم الاستقرار ذريعة لتأجيج الصراع وإدامته.

ويرفض الجنوب العربي، الذي خاض معارك حقيقية ضد الإرهاب والتطرف، بشكل قاطع، هذه الفتاوى المسمومة، ويؤكد أن قضيته قضية شعب تسعى لاستعادة حقوقه المشروعة بوسائل سياسية ووطنية واضحة، لا علاقة لها بالتكفير أو استباحة الدماء.

كما أن أبناء الجنوب العربي يدركون أن مثل هذه الخطابات التحريضية ليست سوى محاولة يائسة لضرب وحدتهم، وتشويه عدالة قضيتهم، في وقت تتعرض فيه المنطقة لضغوط واستهدافات متعددة.

يتطلب الأمر موقفاً مسؤولاً من النخب الدينية والاجتماعية، لرفض هذا الانحراف الخطير، وتجنيب المجتمعات ويلات خطاب الكراهية والتكفير.

وتتطلب المرحلة الراهنة وعيًّا وطنيًّا عاليًّا، وتمسكًا بقيم التعايش، ورفضًا قاطعًا لكل محاولات استخدام الدين كسلاح في الصراع السياسي.

في الوقت نفسه، فإن هذه الفتاوى المشبوهة توثق حجم إرهاب تنظيم الإخوان الإرهابي ومن يدور في فلكه، ومدى الاستهداف المثار ضد الجنوب من قِبل هذا الفصيل الشيطاني.