اللحظة الفارقة

عوض بامدهف

## لعل من أبرز غرائب وعجائب ومفارقات الإنسان في هذا الزمن الغريب ، أنه الكائن الوحيد، الذي يحتفل ويحتفي ويبتهج ويفرح ويسعد وينتشيحتى الثمالة ، بانقضاء ووداع عام انصرم ومضى من عمره القصير اصلا في هذة الدنيا الفانية، وقدوم واستقبال عام جديد مجهول اخر .

## ومصدر الغرابة هنا ، أن الإنسان يكن في هذة اللعبة المزدوجة الدائمة التكرار، هو الخاسر الاول والاوحد في خضم لعبة تداعيات مرورالزمن وكر الايام والتعافي الأزلي بين الأديان والقدوم ، لان العام الذي يمضي لا يعد البته وكذا ينتقص من عمر الانسان عاما لا يعوض على الاطلاق وغير قابل الاسترداد مطلقا ، وهذا العام المنصرم هو بمثابة ورقة صفراء سقطت من أوراق شجرة العمر التي سرعان ما يصيبها التلف والخريف المزمن، وكم في شجرة العمر من أوراق ،العلم عند رب العباد سبحانه وتعالى.

## ومع هذة الحقيقة الساطعة ، مازال الإنسان يمارس وبغباء شديد ، طقوس الفرح الابتهاج في ظلال تلك اللحظة الفارقة والمزدوجة الي تعاقب بشكل رتيب ، وهكذا يقضي الإنسان ايام وسنين عمره معلقا ومحصورا بين تداعيات لعبة الوداع والاستقبال، ويرافق ذلك إصرار غبي من قبل الإنسان بالتواصل والتعامل مع هذه اللحظة الفارقة ، بل انتظارها وترقبها بكل ما أوتي من قدرات على الشغف واللهفة والبهجة ، ليقضي رغم كل هذا كله أوقاتا حميمية في احضان اللحظة الفارقة رافعا شعار ( أن قطار العمر في كل الأحوال سيمضي في خطه المرسوم رغما عنا صوب محظة الانتهاء والفناء ) وهذا أمر خارج نطاق إرادة الإنسان شاء أو ابى،فلا خيارله اصلا في ذلك البته، وكل عام الجميع بالف خير.

موعد ٠٠ مع البوح _________________

## على غير انتظار أو توقع وتمهيد مسبق ،بادرني صاحبي الطيب بالقول وبصوت مبهم لا يكاد يبين بعد أن غلبتعليه نبرات باردة:

## ( ياعزيزي ، لقد وجدت نفسي ، هكذا وبدون مقدمات، وجها لوجه وعلى غير موعدمتوقع مع ( البوح ))

##( وهل اصدقك القول، ياعزيزي ، اني حقا لست ادري ،كيف أبدأ أو من أين أبدأ البوح أو الكلام المباح ٠)

## ( لان الكلمات تتزاحم على لساني وتتسابق لأخذ طريقها صوب الإفصاح ونحو الفضاء العريض ، ولكن هيهات لها أن تدرك ذلك أو أن تحققه بكل يسر وسهولة فذلك يعد ضربا من المحال)٠

## ( في داخلي ، هواجس تتفاعل تسعى بكل ما أوتي من قدرة وجهد ،على أن تطفوعلى السطح ، ولو لبرهة خاطفة، ولكن لا سبيل إلى ذلك )٠

##( ياعزيزي ، حيرتي تزداد اتساعا ولا ادري كيف ساتعامل مع هذا الموعد المفروض ،وما عساني ان ابوح به)٠

##( ياعزيزي،لقد اتخذت قراري الحاسم الذي لا رجعة فيه ،لن اذهب الى هذا الموعد الكئيب وساغلق فمي استنادا إلى المقولة الشهيرة ( اذا كان الكلام من فضه فإن السكوت من ذهب ).


مقالات الكاتب