إتفاق السويد .. وإستثمار مليشيات الحوثي
أحمد سعيد كرامة
البعض أو الغالبية العظمى قد يتصور بأن مليشيات الحوثي وقادتها سيلتزمون بالعهود والاتفاقيات التي يوقعونها مع الحكومة الشرعية حتى لو كانت بمباركة وإشراف مجلس الأمن وأممه المتحدة , وهذا خطأ فادح قد يقع به الكثيرين عامة أو نخب .
لهذه المليشيات هدف وحيد ويتيم وهو حقها الإلهي بالسلطة والاستفراد بها على حد زعمهم , كل الوسائل والطرق متاحة لها من أجل الوصول لغايتها وهدفها السامي .
معظم مبعوثي الامم المتحدة في العالم فشلوا وأقيلوا أو إستقالوا , تاريخ الأمم المتحدة حافل بالفشل الذريع على المستوى العالمي من الصومال وحتى ليبيا وسوريا واليمن والعراق وغيرها من دول الحروب والأزمات .
جميع المشاورات أو المفاوضات أو اللقاءات تعتبر بالنسبة لمليشيات الحوثي إستراحة محارب لإعادة الإنتشار ولحشد مزيد من المقاتلين لخوض جولة جديدة من المعارك , تسليم مدينة وميناء الحديدة لن يكون سهلا وسلس كما يتصوره البعض من المراقبين أو المهتمين بالملف اليمني .
هزائم مليشيات الحوثي العسكرية متلاحقة , وخسائرها بجبهة الساحل الغربي كبيرة جدآ من حيث عدد القتلى من المقاتلين أو القادة الميدانيين , خروج المليشيات الحوثية من مدينة وميناء الحديدة بسرعة وسهولة معناه هزيمة معنوية تضاف لهزائمها العسكرية وهذا لن يحدث .
ما تقوم به مليشيات الحوثي من مماطلة وتسويف وإحلال لعناصرها المسلحة محل قوات خفر السواحل والشرطة هي عملية مدروسة للرفع من معنويات مقاتليها بأننا ما زلنا نمتلك نقاط قوى وتكتيك يسمح لنا بالعودة ويعني ذلك بالمصطلح العسكري نصر مؤزر رغم الخسائر البشرية وفي العتاد .
وقع التحالف بين سندان إبتزاز وضغوطات الدول الكبرى , وبين مطرقة الشرعية اليمنية الفاسدة والفاشلة , إضافة إلى فرق تفاوضية شرعية تفتقر لابجديات التفاوض والمشاورات لانتزاع نقاط تهزم به مليشيات الحوثي دبلوماسيا , كلنا نعلم بأن التحالف وخصوصا دولة الإمارات العربية المتحدة وبمؤازرة من القوات المسلحة السودانية قد ضحت بالدم قبل المال في معارك الساحل الغربي , كما أن لالوية العمالقة والتهامية وحراس الجمهورية نصيب الأسد بتحرير تلك الأراضي الشاسعة من مليشيات الحوثي .
للقاصي والداني دول التحالف يمارس عليها ضغوط كبيرة من قبل دول العالم الكبرى لإيقاف الحرب وعدم هزيمة مليشيات الحوثي , العالم أجمع شعوب وقادة مع العمليات العسكرية الخاطفة وضد العمليات العسكرية طويلة الأمد , من أطال بعمر الحرب هي الشرعية اليمنية التي فتحت معارك جانبية من الفساد والفشل مما أضعف دول التحالف , إضافة لقوات الجيش الوطني التي تعد بمئات آلاف في نهم ومأرب وشبوة وعدن وأبين وحضرموت الوادي التي ترفض حتى اللحظة المشاركة بالقتال تحت ذريعة حماية الوحدة اليمنية .
كان العالم ينتظر حكومة شرعية وطنية قوية ونزيهة تكون نموذج يلتف حوله جميع فئات المجتمع اليمني , ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن , كانت المناطق المحررة فرصة لأن تكون نموذج للاستقرار والبناء والنماء , وما حصل العكس كانت المناطق المحررة نموذج للفشل والفساد الذي أربك التحالف وأخاف مواطني المناطق غير المحررة من تكرار سيناريوا المناطق المحررة .
كلنا سمعنا وشاهدنا تهديدات مجلس الشيوخ الأمريكي وغيرها من برلمانات الدول المصنعة للسلاح حول وقف بيع السلاح لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن , وكلنا نعلم بأن قوات دول التحالف العربي تسليحها غربي من طلقة الرصاص وحتى صواريخ الطائرات وقذائف الدبابات والمدافع , ولهذا كثيرا ما رضخت دول التحالف للضغوط والتهديدات لإيقاف الحرب التي كانت دائما تأتي لصالح مليشيات الحوثي .
إذا أردت السلام فأستعد للحرب , ولهذا يجب أن نستعد لجولة حرب مفصلية لاستعادة ميناء ومدينة الحديدة , وعلى مشائخ وقادة وزعماء مواطني الشمال أن ينحازوا لدينهم ووطنهم وعرضهم وشرفهم ولو لمرة واحدة بتاريخهم المخزي .