تجارة المخدرات تغزو عدن.. أسباب وتخوفات وحلول
الخميس 24 يناير 2019 23:06:00
تعيش مدينة عدن واقع مرعب في ظل انتشار تجارة المخدرات خلال الآونة الأخيرة الأمر الذي تسبب في الإضرار بعدد من الشرائح المجتمعية في المحافظة.
وأبدى مواطنون في تصريحات لـ"المشهد العربي"، استغرابهم من الكيفية التي يتم من خلالها إدخال المخدرات وبكميات كبيرة إلى عدن، حيث ربطوا ضلك بصراع بين قوى دولية وحزبية تستهدف إغراق المحافظات المحررة.
وكشفت مصادر مسؤولة في إدارة جهاز مكافحة المخدرات في عدن لـ"المشهد العربي"، عن عجزها بالإمكانيات الحالية عن مكافحة تجارة المخدرات في عدن ومدن الجنوب.
وقالت المصادر إن المخدرات اليوم في عدن باتت أكبر من كونها قضية بالقدر الذي تحولت فيه تهريب المخدرات إلى عدن لجريمة تقف خلفها جهات دولية ، مؤكدة أن مكافحة المخدرات تعد اليوم قضية كبيرة لا تقل أهمية عن مكافحة الإرهاب في عدن الأمر الذي يتطلب تكاتف دولي ومجتمعي.
وأوضحت المصادر أن ثمة أصناف مختلفة للمخدرات التي يتم تهريبها لعدن مثل الحشيش والهيروين، والحبوب بشكل عام مثل الديزبم والكبتاجون ترامادول.
وأشارت المصادر إلى أن عادة ما تشتهر عدد من المديريات ببيع المخدرات مثل مديرية دار سعد ومديرية كريتر ومديرية المنصورة أما عن الشرائح التي تقبل على المخدرات فتعد شريحة الشباب هي الفئة الأكبر أقبالاً على المخدرات وخاصة الذين وقعوا ضحية عنف أسري.
ونفت المصادر وجود إحصائية دقيقة لكميات التهريب للمخدرات لعدن، لكنها أشارت إلى أن مجمل ما يتم تهريبه لعدن يقدر شهرياً من (300-400) كيلو من الحشيش، كما أنه من الصعب ضبط الحبوب المخدرة وخاصة وأن بعضها يدخل لعدن بشكل رسمي وبتصريح كأدوية غير أن المشكلة تكمن في الطريقة التي يتم فيها بيع تلك الحبوب من قبل الصيدليات.
ولفتت المصادر إلى أن الصعوبة والمعوقات التي يعانيها الجهاز والكامنة بضعف الإمكانيات وخاصة حينما تعلم أن الجهاز لم يتسلم موازنة لثلاثة أشهر ماضية.
وأشارت إلى أن دعم جهاز مكافحة المخدرات يمكننا حتى من شراء بعض الحبوب المخدرة من مروجين لكي يتم القبض عليهم متلبسين من أجل الحد من هذه الظاهرة وإحالتهم للقضاء بتهم جسيمة، بالإضافة إلى الاحتياجات الأخرى التي يفرضها واقع العمل، كتزويد كل منفذ من منافذ المدينة بضباط تحريات للمخدرات وكلب بوليسي.
ونوهت إلى ضرورة استشعار الخطورة التي يمثلها ظاهرة المخدرات في عدن ومدن الجنوب وأن ضعف مكافحتها سيجعل كل فرد وكل بيت يدفع الثمن باهظاً.
من جانبها قالت أستاذ قسم علم الاجتماع بكلية الاداب بجامعة عدن الدكتورة أمل صالح سعد راجح إنه شوهد في الآونة الأخيرة انتشار ظاهرة المخدرات في محافظة عدن بشكل كبير جداً.
وأرجعت خبيرة علم الاجتماع تسارع انتشار المخدرات في عدن إلى سببين رئيسين، أولهما الأزمة التي تعصف بالبلاد نتيجة لحالة الحرب المستمرة منذ ما يزيد على الثلاثة أعوام وضعف الرقابة الأمنية والمجتمعية، بالإضافة لقلة الوازع الديني لدى الشباب نتيجة غياب القدوة الصالحة.
وتطرقت إلى العوامل الفرعية التي أسهمت بانتشار المخدرات بقولها إن ظاهرة المخدرات وتعاطيها والمتاجرة لها عوامل عديدة سواء عوامل اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية كالأسباب الأسرية والأسباب المرتبطة بالظروف الاقتصادية وانتشار الفقر والبطالة وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار.
وأكدت أن الأسباب الأمنية تعد من أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة فغياب الأمن يزيد من انتشار الفوضى وحمل السلاح وظهور العصابات وزيادة تجارة المخدرات.