الصنعائيون.. بين مطرقة الحوثي وسندان مافيا المولدات الكهربائية
السبت 26 يناير 2019 12:11:00
ألقت الحرب الدائرة رحاها منذ حوالي 4سنوات في اليمن بظلالها على جميع مناحي الحياة بشكل أرهق الشعب اليمني؛ بسبب ممارسات مليشيا الحوثي التي أشعلت نيران الحرب بعد استيلائها على السلطة بطريقة غير شرعية عام 2014.
وبعد أن سيطرت جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء قبل أربع سنوات قام عناصرها بالاستيلاء على مؤسسات الدولة ومنها المحطات الكهربائية الحكومية وحوّلتها إلى أملاك خاصة تتاجر فيها.
يقول (م.س.ع) ـ فضّل عدم ذكر اسمه: "عقب سقوط صنعاء، اقتحمت قيادات مليشيا الحوثي، محطات الكهرباء ونهبت المولدات الكهربائية وقامت بإنشاء محطات خاصة بها تحت اسم محطات تجارية خاصة".
وأوضح أنهم استبدلوا العدادات القديمة بعدادات جديدة؛ كي يوهموا الناس أنها ملكٌ لهم ومن أجل كسب المزيد من الأموال، مشيراً إلى أن سعر العداد يتراوح بين 20 ألفاً، و30 ألف ريال يمني، ويتوجب عليك تركبيه رغم وجود العداد الحكومي على كل بيت.
ألواح شمسية
وجراء الانقلاب الحوثي انقطعت الكهرباء الحكومية، واتجه اليمنيون إلى استخدام الألواح الشمسية كبديلٍ للحصول على الإضاءة لكنها لم تفِ بكل احتياجاتهم.
يقول سعيد علي في حديث خاص لـ"المشهد العربي": "انقطعت الكهرباء عنا قبل أربعة أعوام فجلسنا في الظلام واعتمدنا أحياناً على الشموع واضطررت لشراء لوحين شمسيين وبطارية بقوة 50 أمبير".
وأردف: "قمت بتوصيل الكهرباء التجارية لتشغيل الغسالة بعد أن تعبت زوجتي في غسيل الملابس يدويا لكني فصلتها بعد شهر، فقد كنا لا نستخدمها إلا لغسل الملابس فقط لكني تفاجأت في آخر الشهر بالفاتورة التي بلغت 35 ألف ريال، ومثلما اضطررت لتوصيل الكهرباء اضطررت لفصلها".
وتساءل: "هل أدفع إيجار البيت30 ألف ريال، وهل يعقل أن تكون تكلفة الكهرباء تزيد عن الإيجار؟"، معرباً عن حزنه الشديد على ما وصل إليه طمع وجشع تجار الكهرباء.
أسعار خيالية
وتتعدى أرباح أصحاب المولدات الخاصة الخيال؛ حيث يصل سعر الكيلو وات للكهرباء التجارية الخاصة ما بين 350 و450 ريالاً، فيما كان سعره الحكومي لا يتجاوز 6ريالات للكيلو وات الواحد.
كهرباء الأغنياء
وأطلق سامي إبراهيم، أحد مواطني العاصمة صنعاء على الكهرباء التجارية، بكهرباء الأغنياء ولا يحصل عليها إلا مَن كان يملك المال الوفير، موضحاً أنه ليس للفقراء أو حتى محدودي الدخل القدرة على توصيل الكهرباء التجارية لمنازلهم؛ بسبب أسعارها الجنونية.
وأشار إلى أن فاتورة الكهرباء تصل في الشهر ضعفي مرتبه الحكومي الذي لا يتقاضاه أصلاً منذ سنوات، على حد قوله.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي عبد الكريم العواضي إن الكهرباء التجارية استغلالية بحتة، معتبراً أنها تجارة سوداء مثلها مثل السوق السوداء بل تفوقها في استغلال حاجة الناس إليها ويجني أصحاب هذه التجارة منها المليارات.
وأضاف لـ"المشهد العربي" أنه بحساب تكلفة الكيلو وات الواحد فإنها لن تصل إلى 50 ريالاً أي أن مالك المولد الكهربائي يربح ما يزيد على ثمانية أضعاف خسارته.
وافترض العواضي أنه لو كانت هنالك رقابة من قِبل الجهات المعنية لما بالغ التجار في أرباحهم إلى هذه الدرجة من الجشع.