قطر على أعتاب إجراءات حظر صارمة.. (تقرير)

الأحد 10 فبراير 2019 19:07:00
testus -US
تكشف المعطيات أن قطر على أعتاب إجراءات عقابية صارمة، وحزمة من قرارات الحظر الأمريكي، نتيجة دور تنظيم الحمدين البارز في دعم الإرهاب، والذي أكده أعضاء بالكونغرس الأمريكي بدور الدوحة كداعم رئيسي للإرهاب في الشرق الأوسط.
وفي سياق فعاليات مؤتمر، نظمه منتدى الشرق الأوسط البحثي، تحت عنوان: "قطر: شريك أم تهديد استراتيجي؟"، قال النائب الجمهوري روجر مارشال إن إصرار قطر على ترديد "عبارات فضفاضة" لواشنطن بشأن دعمها للتطرف والإرهاب "لم ولن يعد بالإمكان التغاضي عنه".
وأضاف مارشال: "إن دعم القطريين للعنف والإرهاب وسفك الدماء يضع الشراكة الأميركية محل تساؤل".
إعادة النظر في القاعدة الأميركية
تدير الولايات المتحدة حالياً قاعدة جوية في الأراضي القطرية، وألمح مارشال إلى أن الرئيس دونالد ترمب ووزير الخارجية مايك بومبيو يمكن أن يعيدا النظر في هذا الأمر في ضوء استمرار تعامل الدوحة مع إيران واحتضان جماعات الإرهاب الإقليمية الأخرى، مثل حماس وحزب الله وطالبان.
وقال مارشال: "يدرك الوزير بومبيو مدى تعقيد هذه القضية وسيتخذ الخطوات المناسبة".
ممارسات الدوحة "الشنيعة"
وأبدى عضو الكونغرس جاك بيرغمان العديد من الملاحظات المماثلة بشأن التناقض بين إعلان الدوحة نبذ الإرهاب وجهود مكافحته شفوياً ودعمه وتمويله عملياً، قائلاً:
"إنه من الواضح أن قطر تعد دولة إشكالية، ولكن لم تتخذ الولايات المتحدة إجراءات كافية لوضع حد لهذا الأمر (المشكلات التي تصدرها قطر لمنطقة الشرق الأوسط والعالم)".
وانتقد بيرغمان، الذي عمل كجنرال في البحرية الأميركية قبل انتخابه عضوا بالكونغرس، قطر لضلوعها في طائفة من الممارسات الشنيعة، بداية من تقمص أدوار ذات وجهين متناقضين بين ما تدعيه من مكافحة للإرهاب ودعم لجهود إحلال السلام والمصالحات من جانب، وعلى الوجه الآخر تقوم بتدعيم علاقات التعاون الوثيقة مع إيران وجماعات إرهابية مسلحة، بل وإقامة مزيد من الشراكات مع إيران. إضافة إلى شن حملات ضغط ولوبي ينفذ إلى الولايات المتحدة، والتي اشتملت على اقتراف جرائم القرصنة الإلكترونية وسرقة رسائل البريد الإلكتروني وغيرها من الحسابات الإلكترونية الخاصة لمواطنين أميركيين.
دعاوى قضائية ضد الدول الراعية للإرهاب
وحث بيرغمان الكونغرس على تمرير تعديل على قانون الحصانة السيادية الخارجية يسمح للمواطنين الأميركيين برفع دعاوى مدنية ضد الدول الراعية للإرهاب، بغض النظر عن مكان ارتكاب الجريمة الإرهابية، حيث إنه في الوقت الحالي، تتيح القوانين للمواطنين الأميركيين اتخاذ إجراءات مدنية فقط في المحاكم المحلية ضد شن هجمات إرهابية على الأراضي الأميركية.
وفي كلمته أمام مؤتمر منتدى الشرق الأوسط، أكد النائب الجمهوري وارن ديفيدسون دعمه لمطالبات زميليه بقانون لمواجهة دعم الإرهاب الدولي.
فشل في تحسين صورة الدوحة
وتستشعر قطر مدى الغضب المحتدم على الجبهة الدبلوماسية منذ عام 2017، ومنذ أن قاطعها جيرانها العرب رداً على علاقاتها الوثيقة مع إيران وتمويل الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء المنطقة.
ولكن فشلت الدولة الخليجية في محاولاتها لتحسين صورتها من خلال حملة ضغط وتأثير متطورة تستهدف القيادات المؤثرة وكبار المسؤولين في العاصمة الأميركية، بما في ذلك أعضاء الجالية اليهودية الأميركية وقطاع السياسة المؤيدين لإسرائيل.
الإرهاب القطري في القارة السمراء
يسعى النظام القطري في الدوحة إلى استغلال الصراع المتأجج داخل القارة الإفريقية، وانتشار الفقر والجهل داخل بعض البلدان الفقيرة، من أجل تجنيد مرتزقة وعسكرتهم في الجيش لاستخدامهم كمليشيا في عمليات إرهابية داخل المنطقة العربية، لسيما ضد دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، وذلك وفق ما كشفه جنود صوماليون مؤخراً. 
ورأى خبراء، أن النظام القطري يركز على كينيا والصومال تحديداً في استقطاب المرتزقة الأفارقة، ودفع أموال باهظة حسبما كشفت صحيفة "عكاظ" عن رصد الدوحة لمبلغ 75 مليون ريـال قطري للمنشق السعودي سعد الفقيه (المدرج على قوائم الإرهاب العالمي) لتجهيز مرتزقة أفارقة من دولتي الصومال وكينيا بواسطة الإرهابي الصومالي محمد سعيد أتم، المدرج أيضا على قائمة الإرهاب الأخيرة التي أعلنها الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب، بغرض القيام بعمليات تطال أمن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. 
وفي تصريح خاص لـ"المشهد العربي"، قال الخبير في الشأن الإفريقي هاني رسلان، إن لجوء نظام الحمدين العاجز لاستقطاب مرتزقة من القارة السمراء، له عدة أسباب، أهمها هو تفشي الفقر وتراجع الوعي نتيجة الجهل المستشري لسيما في الدول الفقيرة مثل الصومال وكينيا والجنوب الإفريقي، وانتشار الصراعات والفقر والجهل نتيجة لما واجهته من استعمار وكوارث على مر التاريخ، ما جعل من القارة الإفريقية أرضاً خصبة لأصحاب النوايا السيئة وجعلت أبناءها عرضة للاستغلال واستخدامهم كمرتزقة من قبل دول مختلفة مثل قطر. 
وأكد "رسلان" أن تنظيم الحمدين لجأ إلى استقطاب عناصر من أفريقيا لحسم الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وزعزعة استقرار الدول العربية، مؤكداً أن الأفارقة يسعون إلى وضع أفضل، بجانب رغبتهم في عقد تحالفات إقليمية لحسم صراعات قبلية داخلية.