إمارات الخير.. الهلال الأحمر يروي ظمأ المناطق العاطشة
"العناية بالحياة، الريادة والتميز في العمل الإنساني، تعبئة قوة الإنسانية لمساندة المستضعفين".. لم ترفع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي هذه الشعارات من فراغ، فقد سارت نبراساً يروي ظمأ "المناطق العاطشة".
الهيئة نفذت مشروع مياه مديرية القبيطة بمحافظة لحج، ضمن جهودها لمحاربة العطش في اليمن، ويستفيد من المشروع 25 ألف نسمة.
افتتح المشروع، اللواء أحمد عبد الله التركي محافظ لحج بحضور ممثلين عن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وعدد من المسؤولين في المحافظة وأهالي المنطقة، وتضمن المشروع حفر بئر إرتوازية وتوفير خزانات مياه بأحجام كبيرة، وتوصيل شبكة إمدادات المياه لمنازل الأهالي بطول 30 كيلو مترًا.
من جانبه، صرح الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر بأنّ توجيهات سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة جاءت ضمن المبادرات التي تضطلع بها القيادة الرشيدة لتنمية وإعمار المحافظات اليمنية في جميع المجالات الحيوية.
وأضاف أنّ مدير الهيئة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان يتابع سير العمل في جميع المشروعات التي تنفذها الهيئة لتحسين الخدمات التي يحتاجها الأشقاء في اليمن، ويُوجّه دائماً بتبني المبادرات التي تنهض بمجالات التنمية في المحافظات التي تواجه شحاً في الخدمات الضرورية وبخاصةً التي تتعلق بمصادر المياه باعتبارها عصب الحياة.
وأوضح أنّ هيئة الهلال الأحمر أنجزت في زمن قياسي مشروع مياه القبيطة رغم العقبات التي اكتنفت مراحل التنفيذ؛ بسبب أنّ المنطقة تتكون من قرى مترامية الأطراف وموزعة على قمم الجبال بارتفاع ألف متر عن سطح البحر، ما تطلب الحفر لأعماق بعيدة للوصول إلى المياه الصالحة واستخراجها عبر مضخات وتوزيعها عبر شبكات طويلة إلى منازل السكان المتناثرة على قمم الجبال.
وأوضح الأمين العام للهيئة أنّ مشروع محاربة العطش في اليمن يأتي ضمن التزام الهيئة بتعزيز الخدمات الأساسية للأشقاء في اليمن، من خلال خطة تنموية شاملة تلبي احتياجات الساحة اليمنية في المجالات كافة.
وأضاف: "نسعى دائماً للقيام بواجبنا تجاه الأشقاء بكل تجرد، وتحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة التي تضع أهلنا في اليمن في مقدمة أولوياتها في التنمية والإعمار وتوفير الحياة الكريمة".
وفي كلمته خلال تدشين مشروع مياه القبيطة، أكّد اللواء أحمد عبد الله التركي حيوية المبادرات التي تضطلع بها دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة لتحسين حياة إخوانهم في اليمن، وقال إنّ جهود الإمارات تصنع الفرق في عمليات التنمية والإعمار في المحافظات اليمنية التي تواجه تحديات إنسانية عديدة في مختلف المجالات.
وشدّد على أهمية مشروع مياه مديرية القبيطة بالنسبة للسكان المحليين هناك، حيث يُوفِّر لهم احتياجاتهم من المياه النظيفة دون عناء، والتي كانت في الماضي حلماً بالنسبة لهم، مشيراً إلى أنّ المشروع من شأنه أن يُخفِّف الكثير من المعاناة التي كانت تواجههم للحصول على المياه، والتي كانوا يقطعون من أجلها مسافات طويلة سيراً على الأقدام.
وأفاد بأنّ المشروع من شأنه أيضاً أن يساهم في إصحاح البيئة ومكافحة الأمراض والوبائيات التي تنتقل بسبب تلوث المياه، وقال إنّ مبادرات الإمارات لم تتوقف عند مديرية القبيطة، بل امتدت للمديريات الأخرى في محافظة لحج التي حظيت باهتمام الهلال الأحمر الإماراتي من خلال برامجه الإنسانية وعملياته الإغاثية ومشروعاته التنموية.
كما أعرب عن شكر وتقدير أهالي المحافظة لدولة الإمارات قيادة وشعبا، كما تحدث في افتتاح المشروع علي محمد التالول أحد أعيان منطقة القبيطة، مستعرضاً معاناة أهالي المنطقة للحصول على المياه بسبب الجفاف الذي ضربها خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وقال إن بعض الطالبات تركن مقاعد الدراسة وتفرغن لجلب المياه لأسرهن من مسافات بعيد ووعرة، مؤكدا أن هذا المشروع سيظل بصمة خير إماراتية خالدة لدى أهالي القبيطة، ونقطة انطلاقة لتنمية المنطقة في المجالات كافة.
كثيرةٌ هي المشروعات الإماراتية التي تدعم قطاع المياه لمواجهة الأزمة الإنسانية من خلال مشروعات يئة الهلال الأحمر، وشمل ذلك مشروع شبكة المياه لمنطقتي يختُل والزهاري وامتد المشروع على مسافة 13 كيلومترًا.
يخدم هذا المشروع عشرات آلاف المواطنين ويُخفِّف عنهم أعباء توفير المياه الصالحة للشرب والاستخدام الآدمي، والذي شارف "الهلال الأحمر" على إتمام إنجازه حيث بلغت نسبة إنجاز المشروع 70% من إجمالي مشروع شبكة المياه للمناطق التي سيغطيها المشروع الحيوي.
كما نفّذ الهلال الأحمر مشروع إعادة تأهيل الخزان المركزي للمياه في منطقة الجديد بمديرية ذوباب التابعة لمحافظة تعز بالساحل الغربي، ويعتبر هذا الخزان المركزي للمياه ذي أهمية بالغة إذ يغطي هذا خمس قرى ويستفيد منه أكثر من 10 آلاف نسمة يقطنون تلك القرى.
ومواصلةً لمشروعات "سقيا الإمارات"، وصلت إلى الساحل الغربي خزانات المياه مقدمة من لتغطية احتياجات المواطنين للمياه لكافة المناطق المحررة في الساحل الغربي ابتداءً من أول منطقة محررة في مديرية ذوباب التابعة لمحافظة تعز، وحتى آخر منطقة محررة في مديرية الحالي التابعة لمحافظة الحديدة.
وتسهم خزانات المياه المقدمة من الإمارات في تخفيف الأعباء على المواطنين في توفير المياه النظيفة والصالحة للشرب وتخزينها، والتخفيف من مشكلة شح المياه في المناطق المختلفة بالساحل الغربي.