بعد ثمانية أعوام.. دماء الثورة اليمنية مازالت تلطخ ثياب الإخوان
في بيان يمكن وصفه بالهزلي، دعا حزب الإصلاح، إلى ما أسماه بـ"المصالحة"، لترسيخ بنية الدولة السياسية والثقافية والاجتماعية، وذلك في خطوة تسير في الاتجاه المعاكس لجميع مواقف الإصلاح التي اتخذها منذ اندلاع الثورة التي باع دماء شبابها تحت شهوة المناصب والتحالف مع الانقلاب الحوثي والذي انتهي بمساندة المليشيا في انقلابها خلال العام 2014، لتحافظ على مكاسبها السياسية منفردة بعيدا عن القوى السياسية الأخرى.
بيان الإصلاح جاء في الذكر الثامنة لثورة 11 فبراير، والتي تحل اليوم الاثنين، والتي وظفها لنيل مطامعه في الحصول على المناصب البارزة في الدولة بل ذهب إلى تشويه شباب الثورة ووصفهم بأوصاف لا أخلاقية.
ووصف حميد الأحمر القيادي بالإصلاح الثائرات في ساحات شباب التغيير بأنهم ( زانيات) في تصريح صحفي له وتسجيل صوتي، وأدلى بها لصحيفة ” انترناشونال هيرالد تربيون” ونقلتها عنها النيويورك تايمز “الأمريكية” واعتبرت مسيئة للمرأة اليمنية وخاصة المشاركات في ساحة اعتصام أحزاب المشترك أمام جامعة صنعاء أثارت جدلا واسعا.
ويرى سياسيون أن الإصلاح كان الممهد الأول لدخول الحوثي إلى صنعاء والسيطرة عليها، إذ لم یكن أي حوثي یجرؤ على رفع رأسه في صنعاء أو الجھر بشعاراتهم وأفكارهم، إلا أنهم بعد 2011 صارت صنعاء مفتوحة للحوثيين الذي توغلوا فيها بسلاحهم وعتادهم، وأدخل الإصلاح جماعات الحوثي إلى صنعاء وأسكنوهم في مخيمات الساحة ومنازل وفرها حميد الأحمر ضمن تحالف الحوثي مع الإصلاح ضد المؤتمر وصالح.
وبالذهاب إلى تاريخ الأحداث وتطورها، فإن أول ما قام به الحوثيين وبمساعدة عناصر مسلحة من الإصلاح هو قيامهم باقتحام السجون والإفراج عن معتقليهم الذي خرجوا من السجون وتمكنوا من البقاء في صنعاء ومن ثم دارت الأيام وتوسع الحوثيين أكثر حتى تمكنوا منها.
وانتهت ثورة شباب 11 فبراير بلمح البصر وباتت دماء شهدائها في عنق حزب الإصلاح الذي تخلى عنها وعن أهداف ثورة الشباب وظن انه نال مبتغاه بالوصول إلى مناصب عدد من الوزارات بثمن بخس، وباع الإصلاح ثورة شباب اليمن بمقابل مصالح حزبية وشخصية لقيادات الحزب التي ما إن تبوأت وزارات ومناصب تخلت عن ثورة الشباب ووصفتها بالتخريبية التي تستهدف اليمن ووصف ثائريها بأوصاف غير أخلاقية.
وبحسب العديد من النشطاء الذين شاركوا في الثورة، فإن المليشيا الحوثية انخرطت في صفوف المسيرات الاحتجاجية التي كانت عناصر الإخوان المسلمين الرقم الأكبر فيها، ومن هناك بدأت الأنياب الانقلابية بالنمو يوما بعد آخر.
من ساحة الاعتصامات، شيدت المليشيا الحوثية المخيمات الخاصة بعناصرها فقط وذلك تحت مسمى ملتقيات ثورية كان يغلب عليها النفس الطائفي والصبغة الإيرانية، و تحت واجهة الثورة، بدأت الجماعة في نشر أفكارها لكافة شباب ساحات الاعتصامات بصنعاء وباقي المحافظات.
وبدأت المليشيا الحوثية بعمل فعاليات ثقافية علانية وتدعو أنصارها للاحتشاد، بعد أن كانت كافة أنشطتها مجرمة قبل العام 2011، لتكشف عن مكاتب إعلامية ومؤسسات انتاج بتمويل من مليشيا حزب الله وإيران.
وكانت توكل كرمان، أحد القيادات المحسوبة على تنظيم الإخوان والتيار الإسلامي في اليمن، أحد الأذرع التي كان لها دورا في إجهاض الثورة لصالح التنظيمات الإسلامية بعد أن دفعت بآلاف الشباب إلى ساحات الاعتصام عام 2011، لكنها باعت اليمن بعد أشهر من أجل تكوين إمبراطورية إعلامية خاصة بها في إسطنبول.
وكانت توكل كرمان أكبر المستفيدين من احتجاجات 11 فبراير 2011، حيث استطاعت من خلال دماء الشباب اليمنيين الوصول إلى جائزة نوبل للسلام التي فازت بها بالمناصفة في العام ذاته.
وبواسطة الأموال القطرية التي تلقتها لدعم ساحات الاعتصام، تمكنت توكل كرمان من تكوين إمبراطورية خاصة بها في الخارج، تاركة أحلام الشباب اليمنيين تتبخر بحرب وفوضى تتصاعد مع حلول الذكرى الثامنة لما يسمى بـ"ثورة 11 فبراير".
وأنشأت كرمان قناة "بلقيس" التي تبث من تركيا، بجانب مؤسسة توكل كرمان الدولية المدعومة من الدوحة.
وبدلا من استغلال موقعها في الدفاع عن الشعب اليمني من الجرائم الحوثية غير المسبوقة منذ 4 سنوات، وجهت توكل كرمان سهامها الغادرة في ظهر الحكومة الشرعية والتحالف العربية تماشيا مع أجندة الدوحة.
ولم تتوقف كرمان عند ذلك، بل ذهبت لشرعنة الإجراءات الحوثية الانقلابية ضد الحكومة الشرعية في سقوط غير مسبوق وفقا لخبراء.