إفساد المساعدات الغذائية.. جريمة جديدة للحوثي باليمن
لم تتوقف جرائم مليشيا الحوثي على سرقة المساعدات الغذائية من أفواه اليمنيين لكنها تخطت ذلك وأضحت تطبق المقولة المصرية الدارجة "لا ترحم ولا تترك رحمة ربنا تنزل"، هذا باختصار ما أقدمت عليه المليشيا الانقلابية بعد أن منعت الوصول إلى المخازن التابعة لبرنامج الأغذية العالمي والموجودة بالمطاحن المطلة على البحر الأحمر، واستمر لحصارها لتلك المخازن طيلة الخمسة أشهر الماضية.
وحذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص لدى اليمن، مارتن جريفيث، اليوم الاثنين، من خطر تعفن الحبوب الموجودة بمخازن تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في المطاحن المطلة على البحر الأحمر، وشدد على الحاجة الملحة للوصول إلى مخازن الحبوب المحاصرة من قبل ميليشيا الحوثى على خط الجبهة في مدينة الحديدة الساحلية، لافتًا إلى أنها تكفى لإطعام 3.7 مليون شخص في اليمن لمدة شهر.
واتخذت مليشيا الحوثي من المساعدات الإنسانية سلاحاً موجهاً ضد اليمنيين، إذ يستخدمونها "كوسيلة لاستقطاب الأطفال، والشباب، والعاطلين عن العمل، والدفع بهم إلى الجبهات للقتال في صفوفهم مقابل الغذاء، كما تعطيه للمشرفين كمنح للثراء غير المشروع، ومكافَأة على الولاء للجماعة".
واتهم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، ميليشيات الحوثيين الإيرانية بسرقة ونهب المساعدات التي يقدمها لليمنيين. وأثبت تحقيق استقصائي تورط ميليشيات الحوثي في سرقة شحنات المساعدات الإغاثة من أفواه الجائعين في اليمن، والاتجار بها في السوق السوداء المفتوحة في مناطق سيطرتهم ومنها صنعاء .
وأجرت وكالة "أسوشييتد برس"، تحقيقا استقصائيا، نقلت فيه عن مسؤولين في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة قولهم إن الحوثيين يقومون بتوزيع حوالي نصف المساعدات الغذائية التي تقدمها الأمم المتحدة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، فيما يتم توزيع النصف الآخر على مسلحيهم أو يبيعونها في السوق السوداء.
وخلص التحقيق إلى أن المتمردين الحوثيين يسيطرون على تدفق المساعدات في مناطقهم، مما يشكل ضغوطا على عمال الإغاثة وبالتالي دفع الرشى مقابل السماح بمرور المساعدات، وفي تعز المحافظة الأكثر تضررا، قال التحقيق إن الحوثيين يقفلون الطرقات الرئيسية في مدينة تعز، مما يجعل عملية إيصال المساعدات أمراً صعباً.
وكشف بيان صادر عن منظمة الأغذية العالمية، مطلع العام الجاري، عن التلاعب في تخصيص مواد الإغاثة الغذائية، في مراجعة أجراها برنامج الأغذية العالمي خلال الأشهر الأخيرة، وأجريت هذه المراجعة بعد ازدياد التقارير عن عرض المساعدات الغذائية للبيع في أسواق العاصمة، واكتشف البرنامج هذا التلاعب من قبل منظمة واحدة على الأقل من الشركاء المحليين الذين يكلفهم بمناولة مساعداته الغذائية وتوزيعها، المؤسسة المحلية تابعة لوزارة التربية والتعليم في صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون.
وقال ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي: "هذه الممارسات هي بمثابة سرقة الغذاء من أفواه الجوعى"، وأضاف: "يحدث هذا في الوقت الذي يموت فيه الأطفال في اليمن لأنهم لا يجدون ما يكفيهم من الطعام، وهذا اعتداء بالغ، يجب العمل على وضع حد فوري لهذا السلوك الإجرامي".