الموقد الشمسي.. حيلة أم همدان للتغلب على انتهاكات المليشيات
"الحاجة أم الاختراع".. ضربت سيدات يمنيات مثالًا حقيقيًا لهذا القول الشهير، ففي الوقت الذي أشعلت فيه مليشيا الحوثي الانقلابية أزمة عاصفة في الغاز المنزلي بمناطق سيطرتها وتحديدًا في صنعاء وعمران وذمار وإب، بات "الموقد الشمسي" حلاً بديلاً لمعاناة صارخة تكبّدها الأهالي جرّاء جرائم الإرهابيين.
المليشيات - الموالية لإيران - تسبّبت في أزمة خانقة بمادة الغاز المنزلي بسبب متاجرتها بأسطوانات الغاز في السوق السوداء، حيث يصل يتراجع سعرها بين 6000 و6500 ريال، وهو الأمر الذي أدّى لبحث الكثير من اليمنيين عن بدائل بسبب السعر المرتفع وانقطاع استلامهم لرواتبهم منذ 28 شهراً في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
يعمل الموقد بالطاقة الشمسية والفحم، ويتكون إمّا من برميل فارغ أوعبوات فارغة موصول ببطارية يتم شحنها بلوح شمسي ليحرك مروحة مثبّتة أسفل الوعاء لتشعل الفحم الذي يوضع أعلى الوعاء وعندها يصبح الأمر متاحا لتسخين الأوعية المستخدمة لطبخ المأكولات المختلفة.
ويتم ثقب هذا الموقد لتثبيت مروحة في جانب العلبة تعمل على أقل جهد من الفولتيه، حيث يمكن تحريكها بأبسط لوح طاقة شمسية أو بطارية خازن أو حتى بطارية هاتف جوال، في حين يتم وضع كمية من الفحم بحسب الحاجة ثم تقوم المروحة بدورها في إشعال الفحم والحفاظ على استمرارية الاشتعال.
تقول أم همدان صالح الذي اشترت الموقد بثلاثة آلاف ريال، لصحيفة "البيان" الإماراتية: "لم أعد أستطيع أن أشتري أربع أسطوانات غاز كل شهر، يتراوح سعرها بين 24000 إلى 26000 ريال.. كنت أقترض كثيرًا لشراء حتى واحدة، لكن الآن هذا الموقد سهّل لي كثيرًا من الأمور والمال ولا أشتري سوى الفحم لأجهز الطعام لأسرتي".
تقول الصحيفة إنّ مليشيا الحوثي نهبت 80 مليار ريال، في مدة لا تتجاوز عاماً، عبر قرابة 800 سوق رمادية يقوم عليها الانقلابيون، وذلك بعدما ضاعفت أسعار بيع أسطوانات الغاز، ما تسبب في مضاعفة الأزمة الإنسانية في نطاق سيطرتها.
ما نهبته المليشيات شكَّل جزءاً من المعاناة التي يعيشها اليمنيون في مناطق سيطرتها، فيما أكّدت معلومات أنّ قيادات حوثية متورطة في نهب المليارات، عبر تأسيس شركات تابعة لعدد من قيادات الإرهاب الإيراني الحوثي في اليمن.
وترتكب المليشيات الكثير من الجرائم في هذا القطاع، ففي سبتمبر الماضي كُشِف أنّها تعرقل وصول مقطورات الغاز المنزلي إلى المواطنين، كما تفرض إتاوات كبيرة على هذه السيارات، وهو ما شكّل زيادةً كبيرةً في الأزمة الإنسانية في البلاد.
وأحكمت المليشيات الانفراد في بيع الغاز المنزلي، بعد حملة اعتقالات استهدفت كبار التجار وإغلاق محطات الغاز الصغيرة التي كانت تقوم بتعبئة أسطوانات الغاز المنزلية.
وفي يونيو من العام الماضي، كشف فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة، أنّ المليشيات الحوثية تربّحت ما يصل إلى 1.14 مليار دولار من توزيع الوقود والنفط في السوق السوداء، وأن الوقود كان أحد المصادر الرئيسية لإيرادات الانقلابيين.