تحركات حوثية لمواجهة الانهيار .. قائد المليشيات يستخدم الدين لاستقطاب مقاتلين
في الوقت الذي يضيق فيه الخناق على المليشيات الحوثية وتصاعد الغضبة الشعبية والقبلية ضد انتهاكاتهم، ظهر قائد الانقلابيين عبد الملك الحوثي ململماً جراحه لاستقطاب مقاتلين جدد، سواء للزج بهم في ساحة القتال، أو محاولة صناعة شرعية "زائفة".
الحوثي أصدر بياناً أوردته وسائل إعلام ناطقة بلسان المليشيات، دعا فيه إلى الانضمام إلى معسكر الانقلاب، زاعماً أنّ سياساتهم قائمة على مبادئ إيمانية، متناسياً آلاف الجرائم التي ارتكبتها عناصره ضد المواطنين وهو ما ضاعف الأزمة الإنسانية في البلاد.
لعب الحوثي على "الكارت" الذي تجيد مليشياته التمثيل به جيداً، مدعياً أنّ دعوته (للحشد وضم العناصر) قائمة على آليات إيمانية وأخلاقية وإنسانية، في وقتٍ تسبّب فيه الانقلابيون في إثارة أكبر أزمة إنسانية في تاريخ البلاد.
على الأرض، تترنح المليشيات بشكل كبير وتزداد حالة السخط ضدها جرائم الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها، في أكبر مثال على ذلك ما يحدث مؤخراً من انتفاضة للقبائل في محافظات حجة وعمران وأطراف الضالع، والتي مثّلت تحوّلاً مهماً في وجه الانقلابيين.
محافظة حجة كانت تُصنَّف كمخزن بشري للمليشيات الحوثية لأسباب ترتبط بالنهج السلالي الذي استندت إليه هذه الحركة في تنفيذ مخططها للانقلاب على الدولة اليمنية وإعادة أحياء نظام الأئمة العنصري.
وحرصت المليشيات على تجنّب المواجهة مع قبائل حجور، إلا أنّ الانتفاضة الراهنة كسرت هذه الصورة النمطية التي حاولت المليشيات تكريسها عن حجة، لتتحوّل قبائل حجور بشكل خاص ومديرية كشر بشكل عام إلى رمز لقدرة اليمنيين على كسر خرافة الانتصار الدائم للمليشيات.
في داخل معكسر الانقلاب، تفاقمت الخلافات بين قيادات مليشيا الحوثي في إطار صراع أجنحة وقوى نفوذ ومصالح داخل المليشيات، ينذر بانهيارها.
مصادر مطلعة في صنعاء أفادت لموقع "المشهد العربي" بأنّ القيادي البارز محمد علي الحوثي المعروف باسم "أبو أحمد" رئيس ما تُسمى اللجنة الثورية العليا, دخل في صراع قوي مع القيادي مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى.
وأضافت المصادر أنّ المشاط بات يشتكي من عدم تنفيذ قراراته وأوامره من قبل بعض المسؤولين والقيادات الحوثية الموالية لمحمد علي الحوثي.
واحتدمت الخلافات بين الرجلين بعد قيام المشاط بإقالة عدد من المحسوبين على محمد الحوثي, وبحسب المصادر نوقشت هذه الخلافات في اجتماعات ما يسمى المجلس السياسي التابع للمليشيات, الذي قرر إيقاف إقالة المسؤولين والتعيينات إلا بعد المشاورة في المجلس السياسي.
وأوضحت المصادر أنّ محمد الحوثي استغلّ هذا القرار في تحريض القيادات الموالية له على رفض الأوامر الصادرة من المشاط والتي تهدد مصالحه ونفوذهم، مشيرةً إلى أنّ القيادي الحوثي عبدالحيكم الخيواني المعروف باسم "أبو الكرار" رفض أوامر من مهدي المشاط, بتسليم 36 سيارة استولى عليها "أبو الكرار" من السفارات في صنعاء, غير أن الأخير رفض الأوامر, مستندًا في رفضه على "محمد الحوثي".
وبحسب المصادر، فإنّ المشاط طرح في اجتماع للمجلس السياسي للحوثيين موضوع تمرد "أبو الكرار" على قراراته, وطالب بمنحه الصلاحيات الكاملة في القرارات دون الاعتراض, واتهم المجلس بتقييده ومنح القيادات الحوثية فرصة للتمرد على أوامره وقراراته.