أسلحة طهران المحرمة باليمن.. جريمة علنية بدون عقاب دولي

الأحد 17 فبراير 2019 22:50:00
testus -US

كشفت عشرات التقارير الاستخباراتية والإعلامية والأمنية للعديد من الهيئات والمنصات الدولية والمحلية عن استخدام طهران أسلحة محرمة دوليا في الحرب التي تخوضها بمعاونة الحوثي باليمن منذ العام 2014، بل أن أحد التحقيقات التي نشرتها موقع (سي إن إن) مؤخرا أكد أن إيران جعلت من الأراضي اليمنية مستنقع لتجارب أسلحتها، غير أن هذه الجرائم مازالت تمر حتى الآن من دون عقاب رادع من المجتمع الدولي.

واعترفت مليشيا الحوثي الانقلابية، الجمعة الماضية، بأنّها تستخدم أسلحة إيرانية في الحرب التي أشعلتها منذ 2014، ما يدحض مزاعم طهران بأنّها لا تتدخل في الأزمة القائمة في البلاد، ويكشف عن رغبتها لهدم الاستقرار.

وسائل إعلام موالية للانقلابيين وناطقة بلسانها، قالت إنّ المليشيات استخدمت صاروخ "زلزال 1" في غارات شنّتها على محافظة تعز، وهو صاروخ مدفعي ثقيل إيراني الصنع ذو مدى مقدر بحوالى 150 كيلو متراً، وهو ما يؤكد التورط الإيراني في دعم المليشيات الحوثية بغية تعميق الأزمة في البلاد.

لا يقتصر الدعم الإيراني على "زلزال 1"، فهناك أدلة كثيرة على التسليح الإيراني للحوثيين، بينها ما عرضته الولايات المتحدة قبل أشهر من بقايا أسلحة إيرانية زودت طهران المليشيات، لتؤكد بأنها دليل حاسم على أن إيران تنتهك القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، في إطار مشروعها القائم على ضرب استقرار دول المنطقة عبر أذرعها الطائفية.

عرضت الولايات المتحدة، في نهاية نوفمبر الماضي، أجزاء من أسلحة إيرانية كانت بأيدي مسلحين في اليمن، واعتبرته استمرار لأسلوب تنتهجه طهران للتدخل في الشؤون الداخلية لزعزعة استقرار دول الإقليم.

وقدم البنتاغون تفسيرا تفصيليا يثبت أن تلك القطع المعروضة هي من أسلحة إيرانية مشيرا إلى شعارات لشركات إيرانية على أجزاء من أسلحة والطبيعة الفريدة لتصميمات الأسلحة الإيرانية.

واعترفت الولايات المتحدة بأنها لا تستطيع تحديد وقت نقل تلك الأسلحة بدقة إلى الحوثيين وفي بعض الأحيان لم تستطع أيضا تحديد وقت استخدامها، وشملت أجزاء الأسلحة المعروضة صاروخا من طراز (صياد-2) سطح-جو الذي ضبطته الحكومة السعودية في أوائل العام الجاري وهو في طريقه للحوثيين في اليمن.

وبموجب قرار صادر عن الأمم المتحدة لإقرار الاتفاق النووي الإيراني الموقع مع قوى عالمية يحظر على طهران إمداد وبيع ونقل الأسلحة خارج البلاد إلا بموافقة من مجلس الأمن الدولي. كما يحظر قرار منفصل صادر عن الأمم المتحدة بشأن اليمن إمداد الحوثيين بالأسلحة، لكن هذا كله لا تعاقب طهران عليه بل أنها تستمر في جرائمها من دون توقف.

فيما أكد تحقيق إعلامي نشره موقع الـ (سي إن إن)، أن إيران جعلت من اليمن مستنقع لتجارب أسلحتها، حيث تقوم باستحداث الأسلحة وإرسالها لأذرعها المليشيات الحوثية لتقيّمها بالتنسيق مع ما يسمى بـ "الأمن الوقائي"، مشيرة إلى أن طهران تسعى بدفع تدفق الأسلحة إلى إطالة الحرب في اليمن.

وقالت شبكة الـ (سي إن إن) الإعلامية في التحقيق الذي نشرته في 5 فبراير الجاري، إن إيران تقوم بتوفير الأسلحة المستحدث وإرسالها لأذرعها في اليمن الحوثيين، حيث تم توفير أجهزة متفجرة مرتجلة متقدمة بمكونات إيرانية وبكميات كبيرة على نطاق لم يحققه إلا داعش.

وأوضح التحقيق أنه وبعد التواصل مع أحد أفراد وحدة المليشيات الحوثية السرية الذي برر التنسيق مع طهران بقوله، إن الهدف منه هو دراسة وتقيم بعض التكنولوجيا العسكرية الأمريكية، مضيفاً أن "الاستخبارات الإيرانية تقوم بتقييم التكنولوجيا العسكرية الأمريكية عن كثب. لا يوجد سلاح واحد لا يحاولون معرفة تفاصيله، ما هو مصنوع منه، وكيف يعمل".

إلى ذلك حذر التحقيق من خطورة وصول مثل هذه الأسلحة إلى أيدي عملاء إيران، مشيرا إلى أنها تساعد في استمرار الحرب الذي يتحمل الأبرياء تكاليفها.