موافقة الحوثي على خطة الحديدة.. إجراء سياسي لكسر حدة الانتقادات الدولية
لجأت مليشيا الحوثي إلى جراء سياسي لتخفيف من حدة الانتقادات الدولية المتوقع توجيهها إليه خلال جلسة مجلس الأمن المقرر عقدها، غدا الاثنين، وذلك بعد أن أعلنت موافقتها بشكل مبدأي على تنفيذ خطوات المرحلة الأولى من إعادة الانتشار بالحديدة وفق خطة رئيس لجنة التنسيق وإعادة الانتشار، بالرغم من إصرارها على الرفض منذ الأمس وحتى ظهر يوم الأحد.
وهدفت الزيارة التي قام بها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، إلى صنعاء، عصر اليوم، للحصول على موافقة الحوثي بشأن الخطة، لتكون بمثابة المنقذ للأمم المتحدة التي فشلت في تطبيق الاتفاقيات الدولية، وكذلك المليشيا الانقلابية التي تصر على الاستمرار في جرائمها، وتماطل من أجل إعادة ترتيب أوراقها مرة أخرى، ما يشي بأن القرار سياسي لصالح الحوثي وليس لصالح إنهاء الأزمة اليمنية بشكل عام.
وأعلنت وسائل إعلام تابعة للمليشيا الانقلابية إن اللقاء الذي جمع ما بين غريفيث وما يسمى برئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، انتهي بالموافقة على تنفيذ خطوات المرحلة الأولى من إعادة الانتشار بالحديدة وفق خطة رئيس لجنة التنسيق وإعادة الانتشار.
وجاءت زيارة غريفيث مع تعثر عمل لجنة الرقابة الأممية علی إعادة الانتشار في الحديدة، وعراقيل تواجه انتظام انعقاد اجتماعاتها؛ بسبب تعنت ميليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن.
قال عضو في اللجنة الحكومية لإعادة الانتشار في الحديدة إنه تم الاتفاق مع الجانب الحوثي والأممي في المدينة على خطة إعادة انتشار من موانئ الحديدة الثلاثة وفتح الممرات إلى مطاحن البحر الأحمر – شرق المدينة، لافتا إلى أن المرحلة الثانية من مهام لجان إعادة الانتشار هي إدارة المحافظة وطبيعة القوات التي ستتولى تأمين الموانئ ومركز المدينة
وزار رئيس اللجنة الأممية لإعادة الانتشار مايكل لوليسغارد أمس خطوط التماس شمال شرق المدينة حيث طاف مستشفى 22مايو الذي تسيطر عليه القوات المشتركة ومطاحن البحر الأحمر شرق المدينة كما وصل إلى قوس النصر وكيلو 16 الخاضع لسيطرة الجيش والمقاومة.
وناقش الاجتماع المقترحات الجديدة المقدمة من الجنرال لوليسغارد، بشأن إعادة الانتشار في موانئ المدينة ومنافذها، ونشر مراقبين دوليين لتيسير عمليات الإغاثة، كخطوة أولى على طريق تنفيذ اتفاق السويد، بشأن وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار في موانئ الحديدة والصليف وراس عيسى، ثم إعادة الانتشار من وسط المدينة، والتمركز في مواقع يتفق عليها خارجها.
فيما أكد العميد الركن صادق دويد، عضو اللجنة الإشرافية على إعادة الانتشار في الحديدة، أن الجانب الحكومي يعمل لتجنيب المدينة تبعات أي عمل عسكري، مؤكداً أن الجانب الحكومي أبلغ الأمم المتحدة استعداده الكامل لتسهيل عملية نقل كميات القمح المخزنة في مطاحن البحر الأحمر حتى لو تطلب الأمر إخراجها عبر المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية عبر الطريق الساحلي.
وأضاف في تصريحات صحافية، اليوم الأحد، إن تاريخ الحركة الحوثية غني عن التعريف فيما يخص نقضهم للعهود والاتفاقات وما تسببوا به من إخفاقات كان لها الأثر الكبير في نزع الثقة بخصوص التزامهم بالاتفاقات، إلا أننا مازلنا نأمل أن نصل إلى توافق كامل وهناك نقاط مشتركة رغم تواضعها إلا أننا سنعمل حتى آخر لحظة في سبيل الوصول إلى خطة متفق عليها لإعادة الانتشار.