العلاقة بين الإخوان وإيران في اليمن.. من التعاون الخفي إلى الإشادات العلنية
لم تعد العلاقة ما بين تنظيم الإخوان والنظام الإيراني في اليمن عبارة عن هاجس في أذهان العديد من المواطنين الذين كانوا يعتقدون أن هناك علاقة تعاون خفية ما بين الطرفين، وتحولت بشكل تدريجي إلى تلميحات علنية ووصلت إلى أعلى مرحلة لها مؤخرا بعد أن دخلت على خط الإشادات العلنية.
وقالت توكل كرمان، صاحبة الجنسية القطرية والفتاة اليمنية الإخوانية، إن وزير الخارجية محمد جواد ظريف أشاد بدور إخوان اليمن في مواجهة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وذلك في موقف يبرهن على مدى الانتهازية التي عهد عليها تنظيم الإخوان الذي كان مؤيدا شكليا للعاصفة الحزم وقت انطلاقها، وانكشف الدور الذي يقوم به بعد المقاطعة العربية لقطر قبل عامين ما جعله ينسق علنا مع المليشيات الإيرانية.
وقالت كرمان المقيمة في تركيا إن وزير خارجية طهران محمد جواد ظريف أعرب لها عن فخره بها وبجماعة الإخوان الإرهابية في اليمن: "قال لي ظريف الذي جلس بجواري في مؤتمر ميونخ، فخورون بك وبدورك في اليمن".
وتشير الأحداث التاريخية منذ العام 2014 إلى أن حزب الإصلاح التقى في 28 نوفمبر من العام ذاته بعبد الملك بدر الدين الحوثي، قائد التنظيم الحوثي في صعدة، من أجل طي صفحة الماضي، وإعادة بناء الثقة من جديد، وإجراء محادثات سرية فسرها البعض بأنها لعبة سياسية جديدة لحزب الإصلاح، لتحقيق مصالحه.
فيما رأى البعض الآخر أنها خطوة اضطرارية بسبب تنامي قوة الحوثيين، فضلا عن الوضع الإقليمي الصعب لتنظيمات الإخوان المسلمين، ومن ضمنها حزب الإصلاح، الأمر الذي جعل من الهدنة مع الحوثيين أمرا واجبا وقتيا وكأنها فترة “استراحة محارب”، على حد زعمهم.
غير أن الحوثي لم يُمكّن حزب التجمع للإصلاح من الاستفادة بتلك الهدنة المؤقتة، بل قام باقتحام مراكز الحزب في كل مكان سيطر عليه، وقتل العديد من أعضائه وشبابه، واعتقل البعض، وفرض الإقامة الجبرية على البعض الآخر.
“لم تجد قيادة الاصلاح في اليمن بدا من ان تلتحق بالتحالف العربي فمع بداية هجمات “عاصفة الحزم”، كان متوقعا أن يشارك حزب التجمع بكل قوته في نصرة الشرعية المدعومة عسكريا من دول عربية، غير أنه اختار المراوغة من جديد وأصدر بيانا أدان فيه تعنت الحوثي وانقلابهم على الحوار ولكنه لم يوقف التعاون معه.
وقبل أيام، قال القيادي الحوثي محمد ناصر البخيتي في تصريح نشرته وسائل إعلام موالية للميليشيا: "قضيتنا وقضية الإخوان واحدة، والتهديدات التي تواجهنا واحدة وكبيرة، وهو ما فرض علينا أن نكون في خندق واحد".
ويُذكر أن البخيتي دعا قبل نحو عام ونصف إلى توحيد الجهود بين مليشيات الحوثي الموالية لإيران وتنظيم الإخوان الموالي لقطر، بعد إعلان المقاطعة العربية للدوحة المتورطة في دعم الحوثيين والمليشيات الإرهابية في اليمن.
واستجابت القيادية الإخوانية توكل كرمان لدعوة البخيتي فأعلنت تحالفاً استراتيجياً لمواجهة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، تماشياً مع الرغبة الإيرانية والقطرية في إطالة أمد الحرب في البلد الأفقر في شبه الجزيرة العربية.