مقاومة القبائل.. رقم عسكري صعب يجهض حلم الحوثي في التمدد داخل اليمن
الجمعة 22 فبراير 2019 20:00:29
رأي المشهد العربي
تفرض القبائل في اليمن نفسها رقما لا يمكن تجاوزه في المشهد اليمني، وذلك منذ أن بدأت المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي عاصفة الحزم في العام 2015 وحتى الآن، إذ شاركت القبائل في العديد من المعارك الشرسة ضد عناصر الانقلاب ومنعت تمددها داخل الأراضي اليمنية، وهو ما يظهر أخيرا في الدور الذي تقوم به في حجور، ووجود بوادر للنفير العام من قبل قبائل إب.
المقاومة الجنوبية كانت سابقة في المواجهة العسكرية للحوثي وتصدت لتمدد الحوثي في الجنوب وقطعت أذرعه بالتعاون مع التحالف العربي، وهو ما يتطلب تنسيقا مماثلا على مستوى المعارك الحالية التي تخوضها القبائل في حجور وإب، وهذا الأمر تدركه جيدا قوات التحالف التي تعتبر هذه القبائل ركيزة للدفاع عن الأراضي اليمنية ضد جرائم مليشيا الحوثي.
ومن المعروف أن القبائل في اليمن كثيرة ومتعددة وهذا ما يجعلها رقما عسكريا صعب تجاوزه، بسبب انتشارها بالعديد من المناطق وتعرفها على طبيعة الأرض بالإضافة إلى خبراتها السابقة في التعامل مع مليشيات الحوثي، الأمر الذي يجعل طموح الحوثي يتحطم على صخرة هذه القبائل غير مأسوف عليه.
ويرى مراقبون أن الحرب التي يخوضها التحالف العربي ضد مليشيات الحوثي، أعاد أهمية القبائل اليمنية من جديد، بعد أن اضمحل دور القبيلة في اليمن بسيطرة الحوثي على صنعاء ومعظم المحافظات الشمالية، وفي هذا التاريخ جرت محاولات لإبعاد القبيلة اليمنية عن الدور الذي كانت تمارسه في حماية وحفظ النظام الجمهوري منذ ثورة 62 التي قامت على رقاب أبناء القبائل، والدليل على ذلك هو السكوت الذي مارسته قوى محلية واقليمية بل ومشاركتها في تفكيك قبائل حاشد وبكيل.
وتبقى أكبر إشكالية تواجه القبائل اليمنية هي عدم وجود تنظيم يقودها أو قائد عسكري رمزي تأتمر بأمره، فالقبائل كثيرة ومشتته وتحتاج إلى قيادة عامة وموحدة، وتأسيس أشبه بالتحالف العام المشترك لمواجهة الانقلاب الحوثي.
ويمكن التعويل على الدور الأخير لقبائل حجور في أن يكون هناك إطار عام ينظم العمل العسكري للقبائل في مواجهة المليشيا الانقلابية، تحديدا في ظل النجاحات الحالية التي تحققها فبعد مرور شهر تقريبا حاول الحوثيون بكل ما لديهم من قوة إخضاع قبائل حجور، لكن المفاجأة كانت أن قبائل حجور تمكنوا من طرد المرتزقة من بيوت آل حجاف التي تمركزوا فيها، وتطهير العبيسة كلها من دنس مرتزقة آل ظلام الدين.
وخلال اليوم المنقضي، لقي أكثر من 35 من أفراد ميليشيات الحوثي مصرعهم، بينهم قيادات ميدانية في مواجهات مع قبائل حجور وذلك بغطاء جوى من قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
وقالت مصادر ميدانية يمنية إن المتمردين استأنفوا هجومهم على مواقع القبائل والقرى السكنية في منطقة العبيسة شرقي كُشر، عقب هجوم فاشل أمس، ودارت معارك عنيفة بين الطرفين تخللها قصف مدفعي للمتمردين.
وأوضحت أن مواجهات دارت في بنى رسام وبنى شوس جنوبي كُشر، عقب هجوم مصحوب بقصف مدفعي للحوثيين على رجال القبائل، مشيرة إلى أن مقاتلات التحالف العربي شنت أكثر من 8 غارات استهدفت تجمعات وآليات عسكرية للمتمردين في مواقع متفرقة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى وتدمير آليات قتالية.
فيما تنبه التحالف العربي لأهمية دعم القبائل هناك، ونفذ ، أمس الخميس، عملية إنزال جوي لأسلحة وذخائر دعماً لقبائل حجور ،في مديرية كشر بمحافظة حجة، شمال غربي البلاد، وهي المرة الأولى لإمداد الطيران للقبائل بالسلاح، بعد أن كان قد نفذ أول عملية انزال جوي قبل يومين، تمثلت إنزال معونات اغاثية وطبية إلى مناطق حجور.
وتضمن الدعم ذخائر ومؤن ومعدات طبية كدعم لرجال القبائل، ومساندتهم في التصدي للمليشيا التي تشن هجمات مكثفة ومستمرة على المنطقة.