أيها الثوار .. أستعينوا برجال دولة
أحمد سعيد كرامة
لنعترف بإخطأنا ولنصحح مسارنا الخاطئ بإنفسنا قبل أن يعرينا الأعداء قبل الاصدقاء , وقبل أن يكتب التأريخ عنا بصدر صفحاته السوداء بأننا عبارة عن مجموعة من المغامرون الفاشلون , وأننا كنا سببا رئيسيا بإنهيار الوطن وتعاسة المواطن .
نحتاج لإعادة تقييم أخطاء الماضي لنتجاوزها بالحاضر والمستقبل , ولكن حاضرنا اليوم لا يبشر بخير , لأن غالبيتنا مازالت تستجر مآسي وأخطاء الماضي القبيح , وتستلهم منه أخطائه الكارثية لتعيد إنتاجها اليوم , المناظلون هم حراس الدولة وصمام أمان منجزات الثورة وحمايتها من أي منعطفات أو مؤامرات وكفى .
الثوار يفشلون بإدارة الدولة في كثير من دول العالم وأخر تلك الدول فنزويلا التي رغم ثروتها النفطية الهائلة مات شعبها جوعا وغادر بلاده ماشيا حافيا إلى دول الجوار وعواصم الشتات للبحث عن لقمة العيش وفرصة للنجاة من الموت , كل ذلك بسبب أن كثير من الثوار والمناظلين أرادو أن يصبحوا رجال دولة في يوم وليلة .
فلنحتوي الكل دون تصنيف سياسي أو شللي أو مناطقي ولنفرزهم كل بحسب كفاءته ومؤهلاته وخبرته , ولنبحث عن رجال الدولة بين ركام وحطام بقايا الدولة المنهارة والمتناثرة على أرض الوطن وخارجه , إلى هنا ويكفي العزة بالإثم والمكابرة على حساب مستقبل الوطن والشعب .
أقولها بصراحة تامة وبصدق لستم رجال دولة ولن تكونوا , لأنها قدرات يمنحها الله عز وجل لمن يشاء , ويختص بها من يشاء , ولسبب واحد وبسيط وهو أنكم لا تملكون ولو ميزة واحدة تأهلكم لأن تكونوا رجال دولة وأنتم تعرفون ذلك حق المعرفة .
سيكتب الكتاب وسيغرد الكذاب ويهتف الهاتف يحي الزعيم ويحي الرئيس ويحي المدير والوزير والقائد , وبعدها سيهرب من يستطيع الهروب وسيبقى الشعب على تراب وطنه المغصوب المغلوب يندب حضه العاثر الغابر .