المليشيات والمستشفيات.. يدٌ تقتل وتقصف وأخرى توزّع الكذب
السبت 2 مارس 2019 01:40:26
"اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس".. رفعت مليشيا الحوثي الانقلابية ذلك القول الشهير لجوزيف جزبلز مهندس ماكينة الدعاية الألمانية لمصلحة النازية وأدولف هتلر، شعارا بترويجها أكاذيب لتغسل أيديها الملوثة بالانتهاكات ضد الشعب.
وسائل إعلام ناطقة بلسان المليشيات روجت اليوم الجمعة مزاعم تتعلق بالقطاع الصحي، استهدفت التغطية على جرائمها في القطاع الصحي، مدفعية تقديم خدمات طبية بمستشفى السبعين للأمومة والطفولة بأمانة صنعاء لنحو 112 ألفاً و509 مستفيداً خلال العام الماضي.
لا يمكن أن يحمل هذا الترويج الحوثي أي تصديق، وبخاصة بالنظر إلى قائمة الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية عندما تعمدت استهداف المستشفيات لتكبيد المواطنين أثمانا فادحة جراء الحرب التي أشعلتها منذ ٢٠١٤.
أحدث الجرائم الحوثية في هذا الصدد كانت أكثرها إثارة لعلامات الاستفهام، حيث قصفت المليشيات - الثلاثاء الماضي - مستشفى 22 مايو أثناء مرور الموكب الأمني الذي كان يزور مطاحن البحر الأحمر في الحديدة، وهو هجوم فاضح لم يُحدث - حتى الآن - تغييرا في التعاطي الدولي مع الانقلابيين.
وفي أغسطس الماضي، قصفت المليشيات مستشفي الثورة بمحافظة الحديدة ما اسفر عن استشهاد ١٤ شخصا واصابة ٣٠ آخرين، في انتهاك صارخ وجسيم للقانون الدولي والانساني،كما استهدفت المليشيات مستشفى حيس بالحديدة مستخدمة قذائف هاون، واستمر القصف عدة أيام.
وضمن حربها على هذا القطاع الحيوي بشكل عام، احتجزت المليشيات الحوثية في مطلع يناير الماضي خمس شاحنات أدوية تابعة لمنظمة الهجرة الدولية، كانت في طريقها إلى محافظة الحديدة.
كانت هذه الشاحنات التابعة لمنظمة الهجرة الدولية قادمة من عدن إلى الحديدة عن طريق محافظة إب، حيث احتجزتها المليشيات الإرهابية فى نقطة التحسين بمدخل محافظة إب، وكانت تحتوي على كمية من الأدوية لعلاج الملاريا والكوليرا وكمية من المغذيات.
قبل ذلك، وتحديداً في نوفمبر الماضي، كشف مسؤولون حكوميون عودة وباء الكوليرا للتفشي في المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون الحوثيون في صنعاء.
وخلال الأسبوع الأول من نوفمبر، تم تسجيل 31 ألفاً و832 حالة اشتباه في صنعاء وعدد من المحافظات، كما تسبب تفشي وباء الكوليرا من قبل المليشيات الحوثية بحسب منظمة الصحة العالمية في وفاة أكثر من 1800 شخص وإصابة 356 ألف آخرين.
لم تكتف المليشيات بالتسبب في تفشي الأمراض، لكنها كثيرا ما رفضت السماح لمنظمة الصحة العالمية بالقيام بحملة تطعيم ضد الأوبئة.