الجنوب والرخاص جدا
صالح أبو عوذل
يجاهد الإعلام المضاد في حربه ضد الجنوب، وضد أي ممثل للقضية الجنوبية، مستغلا بعض من باع ضميره واخلاقه وقيمه، لا لشيء، ولطن لانه أصبح رخيصا ورخيصا جدا.
هناك من باع نفسه بثمن بخس، لمن أجرم في حق شعبه ودمره وقتله واخرجه من الإسلام،، ممكن تجد مرتزق رخيص جبان، نذل حقير فيه كل الصفات القبيحة، يمكن تجد مجموعة اشخاص لا يتجاوزوا اليد الواحدة يبرروا ويجاهدوا ليل نهار لتجميل وجه علي محسن القبيحة او وجه عبدالوهاب الديلمي، او عبدالمجيد الزنداني وصعتر وغيرهم من جماعات الإرهاب السياسي والديني.
تركوا الحوثي واعتبروا ما يقوم به من جرائم في الشمال، وجهة نظر يمكن الحوار حولها، يحاورون الحوثي الذي دمر كل شيء واستباح كل شيء، حتى وصل الى غرف نومهم، وضربهم في مؤخراتهم، ومع ذلك، باتوا يمولون حربا وحروبا شتى ضد الجنوب.
حين وقفنا ضد انتخاب هادي رئيسا، لادراكنا انه لن يكون الا مجرد مشرعن لأبشع احتلال عرفته المعمورة الاحتلال الذي استخدم الدين في قتل الأبرياء ونهب ممتلكاتهم، الاحتلال الذي رفع شعار ان نحكمكم او نقتلكم، ومع ذلك حكمونا وقتلونا ونهبوا أرضنا لأكثر من ربع قرن.
اليوم باتت الحرب ضد الجنوب في أبشع صورها، حرب تخوضها القوى اليمنية بكل خبث ودناءة مستغلة بعض الرخاص الذين باعوا أنفسهم وضمائرهم بثمن بخس، وباتوا يطعنون الجنوب ويرفعون شعار "نحن جنوبيون ومن حقنا ان نقول رأينا"، لكنهم يدركون كل الادراك انهم مجرد أدوات رخيصة، ولا يمتلكون حق تصحيح خطأ مطبعي في المنشورات التي تصلهم جاهزة.
يعارضون كل ما هو جنوبي ويخونوا كل من ينتقد تصرفاتهم، ويتهمون كل من يقول "الجنوب قضيتي" بالعمالة، مع انهم عملاء إلى اذونهم.
لم يحدث في أي دول العالم ان يوجه الرئيس بضرب محتجين بالرصاص الحي "اضربوهم في رجولهم"، إلا في عدن، ومع ان هؤلاء المحتجين الذين وجه بضربهم، كان لهم شرف الدفاع عن الجنوب حين تحول ثلاثة ارباع الشمال الى حوثيين وانقلابيين، هؤلاء اجتاحوا الجنوب، بشعارات كثيرة من بينها محاربة داعش والقاعدة، وأخرى للدفاع عن الوحدة اليمنية، لكن وجدوا امامهم رجال باعوا انفسهم ثمنا للوطن وشعبه وقضيته العادلة.
يعاقبون الجنوب بشتى الوسائل يمارسون القتل والإرهاب والتنكيل، وهم حكومة يفترض انها تكون حريصة على حياة الشعب، لا ان تمارس الإرهاب، ولكنه الفكر الذي تربوا عليه منذ زمن الأفغان العرب وجامعة الايمان واوكار الإرهاب والتطرف التي رفعت شعار "الجنوبيين كفار ومرتدين"، واسموا الحرب على بلادهم بالحرب ضد الردة والانفصال.
يسوقون وهما انهم لم يجتاحوا الجنوب الا لأن الرئيس علي سالم البيض طالب بما يسموه هم بالانفصال، في حين ان الحرب العدوانية على الجنوب بدأت مؤشرات في العام الأول للوحدة، وأعلن نظام صنعاء في الـ27 من ابريل اجتياح الجنوب واحتلاله، بالتحالف مع التنظيمات الإرهابية وفي طليعتها تنظيم الإخوان صاحب فتوى التكفير الشهيرة.
وأعلن البيض استقلال الجنوب في الـ21 من مايو 1994م.
يتحرك هؤلاء بشكل منظم وخبث ضد الجنوب وقضيته، لكن المخزي في الأمر ان هذه التركات يتم تمويلها من قوت الشعب في الجنوب، يبيعون النفط للجنوبيين بضعف ما يبيعونه للشماليين، والفوائد تذهب لتمويل حملات معادية للجنوب وقضيته التي لولاها لما أصبحوا اليوم حكاما ولو كان صوريا.
أكتب هذا ردا ودفاعا عن مبادئ نؤمن بها، مبادئ ضحى من أجلها آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين.. ولنا لقاء.