الفرصة الأخيرة.. هل فشل اتفاق السويد نهائيًا؟
رأي المشهد العربي
حالة من الضبابية تسيطر على اتفاق السويد بعد فشل الأمم المتحدة في إنهاء الأزمة اليمنية وسط تعنت مليشيات الحوثي الانقلابية ورفضها تنفيذ أي بنود من الاتفاقات المبرمة سابقًا، ورغم مرور أكثر من 4 سنوات على الانقلاب لم يطرأ على المشهد أي جديد.
ويبدو أن جولات مبعوث الأمم المتحدة البريطاني مارتن غريفيث لم تأت بجديد سوى فضح المليشيات أمام الرأي العام ومعرفة الطرف المعرقل، ومع ذلك تواصل المليشيات الانقلابية في تنفيذ مخططات إيران وتضرب بعرض الحائط جميع الاتفاقات.
لكن ثمة سؤال يلوح في الأفق بعد زيارة المبعوث الأممي لدى اليمن إلى الرياض وهو «هل فشل اتفاق السويد»؟ أو كما قالت الخارجية البريطانية عنه «اتفاق الفرصة الأخيرة».
وعاد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث إلى الرياض، للقاء قادة الحكومة في سياق تنفيذه مساعي «الفرصة الأخيرة» لإنقاذ اتفاق السويد بين الحكومة والمليشيات الحوثية.
الحكومة ترفض
تقارير إعلامية أكدت أن الحكومة رفضت تقديم أي تنازلات جديدة وأبلغت «غريفيث» أنها استنفدت كل خياراتها على صعيد تقديم التنازلات المستمرة من أجل السلام، وأنه لا بديل سوى انصياع الحوثيين لتنفيذ قرار السويد من دون مماطلة أو تسويف أو محاولة تفسير جديدة.
حديث الحكومة بهذه اللهجة يؤكد فشل المبعوث الأممي في إقناع المليشيات بالرضوخ وتنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار في الحديدة وبالتالي «فشل اتفاق السويد».
إلا أنه رغم تصريحات الحكومة وإعلان رفضها لتقديم أي تنازلات، يحاول مارتن غريفيث في إثبات نجاحه على حساب الشعب اليمني، وهو ما أكدته مصادر مسؤولة عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأممي إلى صنعاء للقاء قادة المليشيات الانقلابية.
التحالف يتدخل
وفي الوقت الذي فشلت كل الجهود الأممية لتنفيذ اتفاق السويد بسبب تعنت المليشيات الانقلابية، طالب مندوب اليمن ومعه مندوبي السعودية والإمارات أعضاء مجلس الأمن بالضغط على الحوثيين من تنفيذ اتفاق ستوكهولم وفقاً للقرار 2451، مع التنديد بانتهاكاتهم المتواصلة لوقف النار، ومطالبتهم بالامتثال للإجراءات المتفق عليها في مفاوضات لجنة تنسيق إعادة انتشار القوات في الحديدة.
جاء ذلك في رسالة مشتركة إلى رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر، أكدوا فيها أن حكوماتهم "تكرر التزامها التوصل الى حل سياسي للنزاع في اليمن وتوفير المعونة الإنسانية للشعب اليمني".
وأكدوا أن خطوات إعادة الانتشار يجب التفاوض عليها بطريقة حذرة ومدروسة، كي تعالج بشمول كل مظاهر هذه العملية الدقيقة لأن الإخفاق في معالجة كل المسائل الضرورية الآن سيضعف أي اتفاق يجري التوصل إليه ويوجد فجوات سيجري استغلالها لاحقاً من أطراف تتصرف بسوء نية.
وأوضحوا أن رفض الحوثين الأسبوع الماضي للانسحاب من ميناءي الصليف وراس عيسى لم يكن مفاجئاً بعد أشهر من تكتيكات المماطلة من جانبهم، مؤكدين في رسالتهم أن أفعال الحوثيين لا توحي بالثقة في التزامهم اتفاقات ستوكهولم أو محادثات لجنة التنسيق.
ومن جهته أخرى، عقد سفراء دول التحالف العربي، اجتماعاً مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية والأمن في البرلمان المجري لبحث تطورات الوضع في اليمن على ضوء اتفاق ستوكهولم.
وشدد رئيس لجنة العلاقات الخارجية والأمن في البرلمان المجري على أن الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي يوليان الأوضاع في اليمن أهمية كبيرة ويدعمان عملية السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة.
وترفض مليشيات الحوثي الانسحاب الفعلي من محافظة الحديدة وموانئها، وتريد تنفيذ انسحاب شكلي يضمن لها بقاءها على رأس الإدارة المحلية والأمن، والتحكم بموارد المحافظة المالية، وهو الأمر الذي ترفضه الحكومة، وترى فيه تعارضاً مع جوهر وروح اتفاق ستوكهولم.